النص الكامل لحديث مبارك المسرب

دقائق ويقرر الطبيب المشرف على علاج الرئيس الأسبق ألا ينتظر جمال مبارك أكثر من ذلك.. يسأل الحرس: من الممرض المشرف على العلاج فى هذه الفترة؟.. فيجيب الحرس: محمد.. يسأله الدكتور: «عندك خافض حرارة للسان؟».. فيجيب الممرض: «حاضر هجيبه».. ينصرف محمد ويتجه الدكتور إلى غرفة مبارك.. يقرع الباب بهدوء ويدخل ملقيًا التحية: «السلام عليكم».. لم يسمعها مبارك فى البداية بسبب أمراض الأذن التى يعانى منها.. فيرددها مجددًا بصوت عالٍ: «السلام عليكم»، ثم يضيف: «إزى حضرتك يا ريس».. فيرد مبارك: «أهلاً أهلاً»، فيبادره الدكتور: «أخبار حضرتك إيه.. واحشنا؟».. يتحدث مبارك: «إنت فين من زمان؟».. يجاوب الدكتور: «والله يا ريس أنا عايز آجى أشوف حضرتك بس الظروف مش سامحه».. هنا يشير الطبيب إلى أحوال البلد، وما تبعها من مظاهرات وأحداث عنف فى الشارع.. يواصل الدكتور الترحيب بالرئيس الأسبق: «إزى سيادتك.. واحشنا خالص».. فيرد مبارك: «الله يخليك».

يستطرد الدكتور بادئًا عمله: «كل مرة بقولهم الودان دى تعبانة وفى حاجة لازم نبص عليها».. يرد مبارك: «ما أنا بقولهم خليهم يتفضلوا».. فيقاطعه الدكتور: «هما بيقولولى لازم يبقى فيه طلب رسمى».. يبدو من هذه العبارة أن الطبيب يطلب باستمرار زيارة الرئيس الأسبق للكشف والعلاج، لكن الظروف الأمنية والجهات القضائية والأمنية المخول لها السماح بتلك الزيارة ترفض لاحتياطات مختلفة.. يعاود الدكتور الحديث: «أخبار حضرتك إيه؟ وأخبار السماعات إيه؟ والودان؟».. رد مبارك: «معرفش السماعات صوتها واطى».. فيسأل الدكتور: «طيب الحجارة أخبارها إيه؟».. يرد مبارك: «الحجارة كويسة.. ما هى وصلتنى».. يعاود الدكتور الحديث: «يعنى لسه فيه حجارة شغالة؟».. فيرد مبارك: «آه تمام».. ويختتم الطبيب: «كويس كويس».. يتضح أيضًا من هذا السياق أن الطبيب أرسل لمبارك بناء على طلبه حجارة وبطاريات لسماعات الأذن.

ينتقل الطبيب إلى جزئية أخرى، هى الأنف.. فيسأله: «أخبار المناخير إيه؟».. فيرد مبارك: «كويسة».. ينتقل لجزئية ثالثة: «أخبار البلعوم إيه؟».. يرد مبارك: «كويس تمام».. يؤمّن الطبيب على حديثه: «يعنى البلع كويس الحمد لله؟!».. فيؤكد مبارك: «آه».. ينقل الطبيب للرئيس الأسبق تحيات محافظة المنوفية إليه.. ويبدو هنا من السياق أن الطبيب ينتمى إلى نفس المحافظة، ومسقط رأس الرئيس الأسبق، أو على الأقل نقل هذه التحيات إليه أحد المقربين منه.. قائلاً: «كل المنايفة بتسلّم عليك ياريس».. فيرد مبارك بقليل من الرضا: «الله يسلمهم».. يستطرد الدكتور: «يعنى سلامات كتير».. يرد مبارك: «الله يسلمهم».. يكمل الدكتور: «المنوفية وحشتك؟!».. فيرد مبارك: «آه والله وحشتنى».. ويستطرد الدكتور: «ناس طيبين أوى المنايفة دول أنا بنزل كل أسبوع هناك».. فيرد مبارك: «أحسن.. والله دول ناس كويسة».. يتدخل أحد طاقم الحراسة فى الحديث ويقول: «أنا جدتى وجوز خالتى من المنوفية ودلوقتى قيادة أمنية كبيرة فى شمال سينا».. فيبادله مبارك الحديث ضاحكًا: «يعنى طلع عندك أصل منوفى».

الحديث هنا دخل منطقة مهمة وحساسة.. يتحدث الرئيس الأسبق عن سيناء، وما يتم فيها من عمليات إرهابية وأحداث عنف.. يقول: «الله يكون فى عون قريبك اللى فى سينا.. بعد ما مرسى أفرج عن الناس دول سينا باظت.. أنا فاكر أيام حبيب العادلى جيت أعمل اجتماع مع رؤساء القبائل.. طلعوا ولا ليهم لازمة.. العيال الشباب اللى تحتهم هما اللى ممشينهم.. الناس الكبيرة دى ديكور متقدرش تعمل حاجة.. فكان حبيب العادلى بيعتقل العيال المجرمين دول فكان فيه هدوء.. والجيش كان بيسايرهم فدلوقتى ظاتوا».. هنا تستطيع أن تفهم وجهة نظر مبارك الأمنية، ولماذا كان يعتمد على قبضة حبيب العادلى، والتعامل المحكم فى سيناء، كذلك لا يمكن بأى حال أن تغفل انتقاده لسياسات الجيش فى سيناء، وتناوله للأمور هناك.


يتحدث عنها مبارك قائلاً: «إسرائيل عايزه تزق بتوع غزة لسينا، وقالى صراحة نتنياهو وقبل ما أمشى من الحكم بـ6 شهور.. لقيته جايبلى خريطة بيقولى فيها آدى حدودنا وآدى قطاع غزة.. لو سبنا بتوع غزة دول فى آى حتة.. ولقيتوا بيشاور على سينا.. قولتله نسيبهم فين؟!.. إنسى الموضوع ده forget it.. وإلا هتبقى مشكلة بينا وبينكو للأبد».. وتابع مبارك: «أصلى أنا صريح جدًا فى الحاجات دى ودوغرى على طول».. فقاطعه الدكتور: «وقالها كده بصراحة؟!».. رد الرئيس الأسبق: «آه قالها جس نبض.. قولتله إنسى موضوع الحدود إلا لوعايز حرب.. لا أنا ولا أتخن منى يقدر يهوب ناحية الحدود.. إحنا عملنا بلوى فى قضية طابا»..

فقال مبارك: «أنا جبتلهم خريطة رسمية لحدود مصر من أيام الإنجليز والدولة العثمانية فى أول زيارة رسمية لاسطنبول»..
يستكمل مبارك حديثه: «نقطة الحدود شمال طابا.. يعنى داخلة عندنا.. هما كانوا عايزين يعيدوا النقاش والتحكيم حوالين كذا نقطة.. يعنى مش عايزين ينفذوا ويلتزموا.. فجبتهم وقولتلهم أنا أعرف اليهود ليهم كلمة ولو مش عايز تنفذ نفتح بقى موضوع أم الرشراش».. ويضيف: «تانى يوم بعد تهديدى لرئيس الوزراء وفتح ملف أم الرشراش جم على طول.. وقال إحنا لينا لوكاندة بـ28 مليون.. قولت لمصر للطيران إدفعيهم وخلينا نخلص بأرضنا ويغوروا فى ستين داهية».. يقاطعه الدكتور ويسأله: «يعنى إيلات دى بتاعتنا؟!».. فيفجر مبارك مفاجأة ويرد: «أيوه بتاعتنا من أيام الإنجليز».. وهنا يكون نفى وضرب بتصريحات وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط حينما قال إن إيلات أرض فلسطينية، ولا يحق لنا المطالبة بها.. ويكمل مبارك: «بعد الحكم بساعة طلعوا وقالوا إحنا بنحترم الحكم وهنفذه»


بدأ مبارك حديثه: «متهجمش هجوم زى اللى عملوه المجانين إمبارح فى المؤتمر».. فى إشارة إلى استيائه من بث اللقاء على الهواء مباشرة، والذى تضمن العديد من التصريحات التى وصفت وقتها بـ«الفضيحة» التى تهدد الأمن القومى وهيبة الدولة.. وتابع: «يعنى إيه تقولى أفريقيا هى الأم.. تعرفوا أنا كل شهرين كان بيجيلى رئيس دولة أفريقية.. زيناوى بتاع إثيوبيا ده كان بييجى كل 6 شهور ييجى يقعد معايا».. فيقاطعه طبيبه الخاص قائلاً: «بس زيناوى ده مكنش بيحبنا».. فيرد مبارك: «لا هما الإثيوبيين شكاكين وزى الإخوان كذابين.. ولما جيه زيناوى مجبليش سيرة السد دى.. وفى 2006 كان فيه مؤتمر دولى فى شرم الشيخ.. واحد جاب سيرة تمويل قرض دولى مقابل إنشاء السد.. رحت جبت زيناوى على طول وقولتله إيه حكاية السد دى.. رد وقال: لا لا مفيش حاجة، محدش يقدر يحجز الميه عن مصر».

ويشير مبارك إلى تحذيره لرئيس وزراء إثيوبيا وقتها ميليس زيناوى قائلاً: «خد بالك لوحصل أى مشروع لحجز الميه عن مصر هنقع مع بعض وقعة كبيرة.. قال: لا لا ودمه كان سايب.. لحد ما أنا اتنحيت فى 11 فبراير وبدأ بعدها إجراءات بناء السد».. وكشف مبارك أيضاً: «اللجنة الثلاثية اتعملت من سنتين لكن مشتغلتش ومنطوق قبلها بكلمة.. والناس اللى بتتهمنى بإهمال الملف ده بقولهم إن أنا كل شهر كان عندى اتنين من الرؤساء الأفارقة لتداول الأمر»..
قاطعه الطبيب الخاص كالعادة وسأله: «ما الحل من وجهة نظرك.. تدخل عسكرى؟!».. أجاب مبارك بكل هدوء وحكمة ورصانة: «لا لا إحنا كنا مشغلين المخابرات هناك.. عمر سليمان كان عنده مكتب لدرجة إن زيناوى شك وجيه قالى: المخابرات بتاعتكو بتشتغل عندنا.. رديت أنا وقولت: لا.. لا يمكن.. مش زى أنور السادات اللى بيقوله المخابرات ع الهوا، ولا التانى اللى بيقوله يحارب، ولا أيمن نور، ولا بتاع.. واللى يقولك إحنا نشيع إننا بنشترى طيارات جوية، ولا تسريبات عن مش عارف إيه؟!.. يخرب بيتكو إنتو بتطلعوا بطننا بره».
فكرة توجيه ضربة عسكرية لسد النهضة أو لإثيوبيا أو أى دولة أفريقية استبعدها مبارك تمامًا وحذر منها قائلاً: «مستبعد جدًا إنك تخش فى حرب مع الدول دى، لأنه مش من الساهل.. وأسلوب الضرب خطير جدًا عندهم».. وتابع: «تصور مفيش رئيس أفريقى جيه مصر من 2011 بعد ما سبت الحكم.. ومحدش هيجى مصر تانى.. أنا زورتهم كلهم رحت لبتاع السنغال وبنين وجنوب أفريقيا مرتين ولأوغندا ييجى 6 مرات وجيبوتى وغيرهم مخلتش دولة أفريقية إلا ورحتها.. كمان هما كانوا عايزين ييجو كل شهرين.. أنا مكنتش ملاحق عليهم.. رئيس نيجيريا بييجى يقعد ويتفسح ومش عارف إيه كلهم عايزين ينبسطوا.. مش هنفى وجود توتر فى العلاقات.. آه طبعًا كان فيه من ساعة حادث الاغتيال بتاع إثيوبيا والسودان.. أنا مرحتش علشان مكنش فيه أمن هناك.. لكن زيناوى كان بييجى ويتفسح وينبسط ونتقابل ويحضر كل المؤتمرات.. وكان فيه ود كويس أوى».
وأكد مبارك على وسيلة ضغط أخرى من وسائل القوة الناعمة، ألا وهى المساعدات وتبادل البعثات الأفريقية للتعامل مع ملف حوض النيل.. فأوضح: «يطلبوا بعثات ودكاترة وأطباء ومدرسين وكل حاجة وبنحاسب عليهم.. ولما جيه زيناوى يقول عايزين نعدل اتفاقية مياه النيل علشان دى اللى حددها الاستعمار.. رديت عليه وقولتله: زيناوى.. ما هى برضه حدود دولتك هى اللى رسمها الاستعمار.. ولو فتحنا القصة دى مش هنخلص.. فهو طلب بعدها تغيير اتفاقية حصص توزيع مياه النيل من نفسه.. وقتها رفضنا إحنا والسودان وكان لازم دولتين كمان ميوقعوش على الاتفاقية».
يكرر الطبيب الخاص نقل تخوفات المصريين، وقلقهم من أزمة مياه النيل.. فيستكمل مبارك حديثه: «مكنوش يقدروا يفتحوا بوقهم معايا.. راحوا عملوا اتفاقية عنتيبى.. رحت لافف على الدول علشان ميمضوش.. لكن دلوقتى الدول اللى أنا اتفقت معاهم علشان ميمضوش مضوا.. حتى جنوب السودان مضت.. كلمت رواندا وبوروندى وأوغندا.. رحلهم أبو الغار كان معاه وفد شعبى.. قعدوا الإثيوبيين يخبطوا فيّا جامد ومعاه مصريين بيشتموا.. شوف الوقاحة!.. لحد ما اتكلموا الإثيوبيين وقالوا إنه طوال مدة حكم الرئيس الأسبق لم نفكر فى بناء السد على الإطلاق».. يقاطعه الطبيب: «حد كان قال مرة إن حضرتك بعت طيارة حربية للسودان مرة؟!».. يقاطعه مبارك قبل أن يستكمل سؤاله: «لا دى كانت إشاعة مطلعها عمر سليمان.. وكان عندى وقتها تصور لغارة جوية تطلع تضرب السد فى طلعة واحدة».. فرد الطبيب: «طيب ودلوقتى مينفعش؟!».. أجاب مبارك: «لا طبعا مينفعش.. كده إنت هتوقع مع كل الأفارقة.. أنا كنت جايبهم وقولتلهم إوعوا تمضوا.. وأول ما اتنحيت قالك دول مشغولين فى الثورة وبتاع وبدأوا مشروع سد النهضة وتعديل الاتفاقية فى أبريل»..
كبرى المفاجآت التى ربما يتسبب الكشف عنها فى فضيحة دولية لا تقل عن «ووتر جيت».. فضيحة لرؤساء دول تجبرهم على التنحى والمحاكمة السياسية من قبل شعوبهم بتهم الخيانة العظمى، وتقاضى رشاوى.. الرئيس الأسبق يكشف بالأسماء والمبالغ قائمة رؤساء دول وحكومات أفريقية حصلوا على مبالغ نقدية من مصر مقابل التواطؤ والتغاضى عن توقيع اتفاقية تعديل حصص مياه النيل.. ويكشف الرئيس مبارك قائلاً: «بعد اتجاه زيناوى وتبنيه الدعوة لتعديل حصص مياه النيل.. بدأنا نتصرف معاهم، فمحدش مضى على الاتفاقية أتاريهم بيحضروا للسد وده اللى عرفته بعد ما اتنحيت فى 2011».. هنا نتوقف قليلاً.. ويبدو أن مبارك ومصر تعرضا لخداع أو شىء من هذا القبيل.. إلا أن الطبيب عاد وسأله: «هل لليهود يد أو دور هناك؟!».. أجاب مبارك: «اليهود بيشتغلوا كويس فى أفريقيا».
سأله الطبيب مرة أخرى عن «الحلق» قائلاً: «أخبار الزور إيه ممكن نكشف عليه؟».. ويسأله: «حضرتك شايل اللوز؟!».. يتجاهل مبارك السؤال، ويتابع: «فضحونا إمبارح.. ولا واحد من أفريقيا هيجلهم.. وأيمن نور والكتاتنى يقولك نشغل المخابرات ونضرب ونجيب طيارات.. وأنا لو مكان مرسى أعترض على المهزلة اللى حصلت».. يقاطعه الطبيب: «فيه معلومة اتقالت إن الاجتماع ده مكنش المفروض يبقى على الهوا.. وهما اتفجؤوا بده».. رد مبارك: «المفروض إن الكاميرات أول ما ندخل تصور بس.. وأول ما نشتغل توقف وتخرج بره فوراً لكن دول شغالين على طول.. اتحسرت».. ويتابع: «إحنا لينا شغل مخابرات هناك مع القبائل.. دلوقتى هيوقف وهيراقبوا السفارة.. والأفارقه هيخافوا مننا».. يسترسل الطبيب: «دول هما ممكن يقطعوا العلاقات؟!».. فيجيب مبارك: «لا هما مش هيقطعوا العلاقات بس هياخدوا جنب مننا وبيقولوا إنهم بلغوه ومقالش حاجة» فى إشاره إلى صمت وتواطؤ الرئيس السابق محمد مرسى فى قضية تحويل مجرى نهر النيل تمهيدًا لبناء سد النهضة..
يسأل الطبيب: «يعنى حضرتك قولتلى الأسبوع اللى فات إنك كلمت مدير البنك الدولى علشان ميمولش سد النهضة؟».. فأجاب مبارك بحزم شديد: «آه أنا عارف إنهم عايزين يعملوا سد من زمان فسمعت إنهم عايزين تمويل.. فكلمت مدير البنك فقالى أنا هفوت عليك بعد بكره.. قولتله أنا ممكن أعملك مصيبة.. فراح ضحك.. على فكرة كان يهودى وقتها.. بس كان شاطر جدًا.. ووقفوا التمويل ومدهمش فلوس.. وكل ما كنت أعرف إن فيه حد هيمولهم أوقف الموضوع».. وتابع: «خد بالك هما مجبوش سيرة إنهم هيبنوا سد.. بس أنا عارف من أيام عبدالناصر إنهم عايزين يبنوا وبيشتغلوا على القصة دى».. يسأله طبيبه الخاص: «أنا حد قالى إن المخابرات بتاعتنا وقفت محاولات بناء السد ده مرتين قبل كده عن طريق القبائل اللى هناك».. قاطعه مبارك: «لا لا ده كان سد 90 متر».. فأكمل الطبيب: «أيوه فى بداية البناء يعنى».. فقاطعه الرئيس الأسبق: «لا هما ابتدوا يبنوا فى أبريل لما لقونا فى مظاهرات.. وأنا اتنحيت قالولك بس الراجل اللى كان حايشنا مشى.. وأنا فى 1993 حذرت زيناوى بتاع إثيوبيا.. بس هما ولاد... لوأما وماكرين.. قالى: أنا مقدرش أحوش المياه عن مصر.. إثيوبيا تغرق.. قولتله أيوه كده طمنى.. أتاريهم كانوا بيخططوا من زمان.. قاطعه الدكتور: «هو كان لازم التعامل يبقى كده مش بالاجتماع المغلق المذاع ع الهوا».. يضحك مبارك: «آه اجتماع سرى على الملأ.. ويقولوا المخابرات بتاعتنا شغالة هناك.. أنا لما سألونى على موضوع المخابرات ده نفيت تمامًا.. وكنا اشتغلنا مع القبائل الإسلامية.. كانوا بيخافوا منا بسبب العلاقات».. يقاطعه الطبيب: «العلاقات من أيام عبدالناصر تاريخية».. فيجيب مبارك: «وقت عبدالناصر كان فيه أجانب كتير فى أفريقيا.. وكان بيحضر كل القمم الأفريقية.. ومكنش عنده غير روسيا بس مكنش فيه علاقات مع أمريكا ولا أوروبا.. لكن دلوقتى عندنا أفريقيا وأوروبا وأمريكا والصين وروسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها».
تحدث الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن «مشروع النهضة» الذى قدمه الإخوان المسلمين برنامجًا انتخابيًا لمرشحهم الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية السابق.. وصف مبارك المشروع بأنه «أكبر كذبة فى تاريخ مصر».. قاطعه الدكتور: «هو فيه مشروع أصلاً».. فرد مبارك: «بصرف النظر عن الأمر.. الخطر فى تمويل المشروع من دول عربية أو شركات أجنبية.. وقطر هتجيب أمريكان يهود بباسبورات أمريكية ويعملوا مشروعات ويستوطنوا عندنا.. ويعملوا مشروعات سيئة زى قناة السويس وتأجيرها»..
عاد الحديث فى سياق آخر إلى ملف الأمن والأمان والغلاء والمعيشة الصعبة التى يعانى منها المصريون بعد 25 يناير.. بدأ ضابط الحراسة حديثه قائلاً: «شفت مرسى ياريس لما راح خطب فى السودان وقالك أبشروا يا أهل السودان فمصر نهضت.. ييجوا يشوفوا النهضة والغلاء والمعيشة.. الناس نفسها الدنيا ترجع زى زمان وتعرف تعيش فى أمان.. الناس مش لاقية تاكل ومش لاقيين بنزين».. رد مبارك: «وفى الآخر يقولك النظام الثورى والثورة.. أنا استلمتهم 43 مليون فى 1981 دلوقتى بقوا 90 مليون».. يرد ضابط الحراسة: «كل الناس بتقول كده، إن شاء الله النظام السابق يرجع ويعمل اللى يعمله بس نعيش فى أمان ومستقرين.. أنا كنت بلف وبجيب فلوس من كل حتة».. ويواصل ضاحكًا: «ومبطلبش ومبشحتش زى الكلام اللى قاله القذافى ده مبارك كان بيشحتلكوا فلوس.. أنا فاكر الملك فهد بعتلى مرة 200 مليون دولار فى 1989.. كنت فى استراحة برج العرب لقيت البنك المركزى بيقولى اتحولنا مبلغ 200 مليون.. كلمته قالى: أنا عارف اللى عندك.. الدنيا عندكوا صعبة شوية».. رد ضابط الحراسة: «كانوا بيحبوا مصر وبيحبوا حضرتك».
وأضاف مبارك: «آه ده فى حرب الخليج إدانى 2 مليار ونصف دولار والكويت إدونى مليار و300 مليون دولار».. فقاطعه طبيبه الخاص: «ما همّا دول اللى بيقولوا عليهم إنك حولتهم لحسابك الخاص وصرفتهم».. تجاهل الرئيس الأسبق هذه الجملة واستكمل قائلاً: «ده غير 500 مليون دولار قالوا اشتروا بيهم اللى إنتو عاوزينه وهاتولى الشيكات وأنا أدفعهم.. ده الملك فهد.. أيام ما كانت الملايين ملايين مش زى دلوقتى».. ويضحك.. فيضحك الطبيب الخاص ويؤمن على كلامه قائلاً: «دلوقتى الملايين مع الدكتور ومع كل الناس والغلابة.. أنا معايا 500 جنيه من فلوس العمليات» ويتابع: «خسارة مصر يتعمل فيها كده والله ده يدل على إنهم كانوا بيحبوا حضرتك أوى».. فيرد مبارك: «أصلى أنا لما كنت بتعامل معاهم مكنتش بتكبر وبحترمهم ومحبش أشتم».. فيتدخل الطبيب الخاص: «آه مهمة النقطة دى أوى.. القذافى كان بيقعد فى جامعة الدول العربية يشتم الناس.. فتلاقى الملك عبدالله هاج عليه ورد»..
مفاجأة جديدة يكشف عنها الرئيس الأسبق فى هذه التسجيلات.. أوضح مبارك أن الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى وصلت ذروة خلافاته مع العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تأجير قاتل لاغتياله.. قائلاً: «القذافى ده كان باعت واحد يقتل الملك عبدالله.. وإحنا مسكناه.. الواد جاى وبعتله الفلوس عن طريق شركة سياحة من السعودية هنا.. علشان يصرف منها.. رحنا عرفنا الموضوع فجبناه.. فكان عايز يسافر تانى السعودية ومسكناه.. ومنعناه ومرضناش نسفره السعودية.. فراح طالب يزوره القذافى.. وقالولنا إنتوا منعينه ليه من السفر.. فرديت: إحنا منعناه علشان متقتلوش وتجبلنا مصيبة كلنا.. بصراحة كده، فراح سكت».. ويكمل مبارك ضاحكاً: «منطقش».. فرد طبيبه الخاص: «السكوت علامة الرضا».. فضحك مبارك.. وسأله الدكتور: «حضرتك كنت فاهمه كويس؟».. فرد الرئيس الأسبق: «أنا كنت فاهمه كويس وفاهم أبوه.. أنا لما أتعامل مع واحد لازم أفهمه كويس».. فيقاطعه الطبيب: «بيقولوا على المنايفة عندهم درجة ذكاء عالية يا ريس».. فيضحك مبارك بصوت عالٍ لفترة.. وعاد الطبيب ليكمل حديث المدح: «بقولهم شوفوا المنايفة كانوا عاملين إيه فى البلد.. الرئيس السادات وبعدين الرئيس مبارك.. تعالوا شوفوا الشراقوه عاملين فينا إيه، نسبة إلى مسقط رأس الرئيس السابق محمد مرسى».. فرد مبارك: «أنا كنت مستلم البلد متفككة عليها 57 مليار دولار ديون.. مكناش قادرين ندفع قسط سنوى من الفوائد.. وكان لازم نشترى أدوية وقمح فى السنة.. فوقعنا مع صندوق النقد شوية.. وخلصت من صندوق النقد طلعلى جورج بوش الأب.. قولتله فى اليابان مرة فى زيارة: يا جورج إنت مبتساعدنيش فى صندوق النكد ده لية؟.. فرد قالى: لأ إزاى؟!.. قولتله: الصندوق كل سنة عايز يرفع الفايدة يا إما يربطها برفع الدعم وأسعار البنزين وأنا مقدرش أعمل الحاجات دى.. قولتله: قوم كلمه دلوقتى، كانت الساعة حوالى 12 باليل، وبتوقيتهم 12 الظهر.. فكلمه وقاله: اقبل بالبرنامج اللى حطاه مصر دون تغيير.. ساعتها كانت حكومة الدكتور عاطف صدقى، فكلمنى بعدها وقالى هو إيه اللى حصل؟.. بعد ما كان الصندوق متشدد معانا.. دلوقتى بيقبل برنامجنا بلا تعديل».. فعلق الطبيب الخاص قائلاً: «كانت مهمة العلاقات الدولية دى فى إدارة البلاد».
قضية حدودية أخرى شائكة تحدث عنها الرئيس الأسبق مبارك، حين سأله طبيبه الخاص: «أعلنوا عن قصة حلايب وشلاتين.. أول ما الراجل رجع على طول»، فى إشارة إلى توقيت الإعلان عن الأزمة وقت عودة الرئيس السابق محمد مرسى من زيارته للسودان، بما يمثل إحراجًا دوليًا ومحليًا له أمام الشعب المصرى، فأوضح مبارك: «ده أنا ليّه معركة كبيرة مع السودان بسبب قصة حلايب وشلاتين دى.. هو مرسى وافق فعلاً على التنازل عنها.. السودان تاخذ الحتة اللى تحت وإسرائيل تاخد اللى فى الشرق».. يقاطعه الطبيب: «وليبيا تاخد مطروح؟!».. فيستلهف مبارك بالرد: «لا ليبيا متقدرش تاخد مطروح هما بس بيهربوا منها السلاح دول مسكوا 75 صاروخ داخل الأراضى بتاعتنا هناك».. قاطعه ضابط الحراسة: «إحنا لينا زمايلنا فى سيناء اكتشفوا عبوات ناسفة ومفرقعات ظهرت لأول مرة بعد الثورة».. فرد مبارك: «حماس».
الملفات الحساسة ممتدة فى قضية لا تزال غامضة حتى الآن، وهى قصة اغتيال الجنود الـ16 على الحدود فى رفح.. الرئيس الأسبق اتهم حركة المقاومة الإسلامية حماس: «هى اللى قتلت الجنود لذلك همّا مش عايزين ينطقوا.. ومرسى مش عايز ينطق بكلمة علشان همّا اللى هربوه وقت الثورة.. الثورة بدأت على يد أمريكا من 2005 وكنت حاسس وهمّا قالولى ده، وأنا قولتلهم على العموم أنا فى 2011 هسيب الحكم مش لابنى ولا حاجة زى ما بيقولوا توريث وبتاع».. ويتابع: «أمريكا هى اللى طلعت القصة بتاعة جمال والتوريث ده.. وفى 2010 انقطعت كل الاتصالات بينا وحسيت إنهم عايزين يمشونى بأى ثمن».
سأل ضابط الحراسة الرئيس الأسبق قبل ثورة 30 يونيو: «هل تتوقع إن الجيش يعمل حاجة؟».. فرد مبارك: «حاجة زى إيه؟!».. فأضاف الضابط: «يعنى يتدخل لحماية البلد فى قصة زى سد النهضة أو مشروع قناة السويس أو البلد نفسها تولى الحكم».. أجاب مبارك: «أشك».
هنا لابد أن تنتبه، الحوار يدخل المناطق الأكثر إثارة وأهمية.. دور القوات المسلحة والجيش قبل وبعد الثورة.. رأيه فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع.. قال مبارك: «وزير الدفاع أظن على هواهم.. ياعم خليها على الله وخلينا ساكتين».. فيقاطعه ضابط الحراسة: «بس إحنا خايفين على البلد».. يرد مبارك: «دى اتهدت بيبوظوا كل اللى بنناه فى 30 سنة».. قاطعه الطبيب: «ويقولك الرئيس عنده 70 مليار».. فيواصل مبارك حديثه متهكماً: «لا يا سيدى هيكل قال 9 مليار ولما جبوه بتوع الكسب قالهم أنا شفت ده فى الجرايد.. ده وصل الانحطاط الخلقى ببتوع جهاز الكسب غير المشروع إنهم يسألوا الفرّاش: هو الرئيس كان بيشيل شنط ويسفرها؟.. أولاً أنا مبكذبش.. إيه الانحطاط ده أنا مشفتش كده.. وكل اللى عندى معروف فى البنوك.. وفلوس ولادى كلها شغل من بره ولا عمرهم دخّلوا ولاطلّعوا دولار برة البلد.. جمال اشتغل مدير بنك 12 سنة».. يؤمّن الدكتور على كلامه: «ربنا هيظهر الحق إن شاء الله».
يسأله طبيبه الخاص مرة أخرى: «توقعاتك إيه لـ30 يونيو؟».. فيرد مبارك: «والله أنا مش متوقع حاجة.. مش عارف، أشك أن الجيش يعمل حاجة».. يسأل الطبيب: «هو ممكن يحصل زى ما حصل قبل كده؟!».. يتساءل مبارك: «تقصد إيه؟!».. يوضح الدكتور: «يعنى الجيش يشيل الرئيس زى ما حصل قبل كده؟».. فيرد مبارك: «والله بس الموضوع صعب الإخوان متبتين فى الحكم.. بس الضغط صعب جدا فى الشارع أكتر من اللى فات».. فيرد الدكتور: «بس الإخوان مسيطرين على الجيش والسيسى».. يوضح مبارك: «أيوه بس الأمور صعبة»، مشيرًا إلى حالة الاحتقان السائدة فى الشارع المصرى وتصاعد موجة الاحتجاجات والغضب.. «هو ممكن الجيش لو لقى الأمور بتسوء يمشيهم لكن إنه يخش وسط المتظاهرين لا يمكن أبدًا هيتبهدل»، فى إشارة إلى صعوبة تدخل الجيش فى السياسة والنزول للشوارع.. يبادله الطبيب: «ده حتى كل أنصارهم سابوهم».. يعاود مبارك الحديث: «الجيش مينفعش يتورط مع البلطجية.. مش كل اللى بينزلوا متظاهرين».. فيؤكد الطبيب قائلاً: «البلطجية نازلين بشدة يوم 30 يونيو المرة دى».. فيؤمّن مبارك على كلامه: «آه وهيبقى فيه دم».. يقاطعه الطبيب: وهمّا مش هيسيبوه بسهولة، فى إشارة إلى الحكم والسلطة؟».. فيجاوب مبارك: «لا طبعًا دول مصدقوا لقيوا حتة عضمة».
قاطعه أحد الضباط المكلفين بتأمينه والمتواجد معه فى الغرفة قائلاً: «ورأيك إيه ياريس فى أن الأردن طلبت من أمريكا صواريخ باتريوت وطائرات إف 16 من أجل مناورات عسكرية مشتركة، وإنها هتطلب يفضلوا عندهم بعد الانتهاء من التدريبات المشتركة؟».. فرد الطبيب المعالج: «الأردن وإسرائيل وأمريكا طول عمرهم حبايب».. فتدخل مبارك قائلاً: «قبل ما يبقى فيه عندنا اتفاقية سلام.. كان الملك بتاع الأردن بينزل إسرائيل ويروح يشرب فى الموساد، واللى قال ده رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق رابين فى حوار معاه.. إنه بيجلهم يتغدى ويشرب كل حاجة».. فى إشارة إلى الملك الراحل حسين عاهل الأردن الذى عرف عنه بمواقف الموالاة لإسرائيل وتسريب وثائق وحوارات تكشف تعاونه مع تل أبيب وقتها.
تحدث الضابط المكلف بالحراسة عن الاتهام الموجه للملك حسين بأنه وراء تسريب موعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 للجانب الإسرائيلى.. فرد مبارك: السادات مقالش للملك حسين حاجة.. ده هو قال للرئيس الراحل ياسر عرفات: هات كتيبة وكام جندى ويبقى اسمك اشتركت معانا فى الحرب.. يعنى أقف حتى معانا ونقول إنك وقفت معانا حتى.. راحت جولدا مائير رئيسة الوزراء وقتها استدعت الاحتياط الساعة 11 صباحًا.. لكن لما شافت الجنود بيلعبوا كرة راحت قالت: المصريين زى كل مرة بيهوشوا.. فرحنا الساعة 2 ضربناها قبل الحرب بـ6 دقائق بصواريخ طائرات ودمرنا قوة الاتصالات الإسرائيلية الحربية الأساسية».
يستكمل مبارك ذكرياته فى حرب أكتوبر قائلاً: «ضربت قاعدة الاتصالات الإسرائيلية ودمرتها قبل الحرب بـ6 دقائق لنسف أى اتصالات عسكرية من القاعدة إلى غرف العمليات.. فتفاجأ رئيس غرفة العمليات قائلاً: إيه اللى حصل الاتصالات عندهم اتقطعت قولتله: ياه إنت متعرفش إحنا دمرناها.. وتابع: «هو مكنش يعرف بالمهمة الاستباقية دى غير الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل وأنا.. بعد توجيه الضربات للعدو ورحت لفيت للتمويه بالطائرة من الإسكندرية لأبوحماد.. ورجعت غرفة عمليات القوات الجوية قدام نادى الزهور فى فيلا وكلمت غرفة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة.. اتصلت بالتليفون ردوا بسرعة.. كلهم كانوا متأهبين ومنتظرين.. ترمى الإبره ترن.. رد عليا أحمد إسماعيل قولتله: يا فندم إحنا حققنا إنجاز كبير بس فيه خساير حوالى 6 طائرات وأخو الرئيس اتصاب واتضرب.. لقيت الرئيس السادات سأله قاله مين اللى معاك ده يا أحمد.. رد الأخير: ده حسنى مبارك.. قاله: إدهونى.. كلمنى السادات وقالى إيه الأخبار حكيت له.. لقيته علا صوته: «انتصرنا.. مبروك الحرب يا ولاد».. اختتم الطبيب وضابط الحراسة الحوار بالدعاء لمبارك بدوام الصحة والعافية، وأن يجعل ما فعله فى ميزان حسناته.
طبيبه الخاص حكى له عن صديقه القريب من أبناء الشيخ زايد ملك الإمارات العربية الشقيقة وإعرابهم عن الأسى والحزن للحال الذى وصل إليه مبارك وتعامل شعبه معه.. فقال: «ليا واحد صاحبى قريب من ولاد الشيخ زايد أد إيه حزنانين من اللى بيحصل».. ويتابع: «أنا عرفت إنهم عرضوا عليك مبادرات إنك تروح هناك؟».. فيرد مبارك: «آه السعودية مرة بعتت للمشير طنطاوى وعرضوا 6 مليار دولار علشان أخرج وكانوا عايزين يعلنوا ده».. فقاطعه الدكتور: «وأظن بتوع الإمارات عرضوا حاجة زى كده».. فرد مبارك بتحفظ: «الإمارات بتعزنى جدا».. وأضاف الطبيب: «آه وعلشان كده حاصل توتر فى العلاقات بينا وبينهم.. بسبب وجود حضرتك فى السجن».. فأوضح مبارك: «لا بسبب عصام العريان.. المصريين فى الإمارات أحسن ناس بيتعاملوا.. أنا فاكر الشيخ زايد يقولوله عايزين وزير يقولهم هاتوا من مصر.. عايزين مش عارف إيه هاتوا من مصر.. كل حاجة هاتوا من مصر قدامى.. واللى اتقبض عليهم هناك خلايا نايمة كلهم.. عندنا 400 ألف مصرى هناك عايشين بقالهم زمن.. تيجى تبوظ علاقتنا بالإمارات».. يرد الطبيب: «أنا عارف علاقة حضرتك بالشيخ زايد كانت علاقة قوية».. فيرد مبارك: «جدًا.. كان عندى لما صدام حسين ضرب الكويت كان عندى الصبح فى 1991.. قولتله صدام بعتلى 25 مليون دولار علشان ضرب طيارة وقعها بقوله أرجعهم قالى لأ خليهم فى البنك المركزى».. فاستوقفه طبيبه الخاص وسأله: «مين اللى كان باعت الـ25 مليون دولار دول؟».. فرد: «صدام اللى كان بعتهملى علشان ضرب طيارة تدريب وقعها بالخطأ كانت رايحاله.. وكانوا خايفين يطلع من الكويت يخش على الإمارات والسعودية».. يقاطعه الطبيب: «كان محترم أوى الشيخ زايد».. فيرد مبارك: «أوى أوى أى حاجة كنا نعوزها عمره متأخر عننا.. نبعت نقوله فيه مركب غرقت.. يبعتلنا مركب بداله».. ويستكمل الطبيب: «علشان كده ولاده بيحبوا حضرتك خالص».. فيرد مبارك: «آه جدًا»..
يضيف مبارك: «الشيخ زايد ده كان مدى قرض لروسيا أيام حرب الخليج بمليار يورو.. فقلتله عايزين نشترى طيارات هليكوبتر بيهم من روسيا.. طيارات قوية.. مسألش ليه ولا بكام.. على طول قالى نفذ.. وأيام حرب الخليج شفتله كانوا شاريين طيارات إير باص من فرنسا فراح باعهم وإدانى بيهم معونة 9 مليار موجودين فى البنك المركزى فى حساب الدولة».. قاطعه الطبيب: «ما هما بيقولوا مبارك عنده 9 مليار».. رد الرئيس الأسبق: «ما هما دول».. فأمن الطبيب على كلامه قائلًا: «أنا قرأت تصريحات لمدير البنك المركزى فى الأهرام من 3 شهور بيقول فيها إن مفيش مليم خرج من مصر ولا شنط ولا حاجة.. ولما سألوه متكلمتش ليه وقتها قال إن الموجة كانت عالية ومقدرش أتكلم».. فأوضح مبارك: «البنك المركزى ده بنك الحكومة.. اللى يحط فلوس فيه تبقى بتاعة الحكومة.. فكان الشيخ زايد يحولى على البنك المركزى مش على بنك تجارى.. والبنك المركزى ميفتحش حساب خاص لحد.. وجيه بتاع النيابة بيحقق برضه.. قولتله إنت عاوز إيه.. شوف أنا هقولك على كل حاجة علشان ترتاحوا هقولك اتحول للسعودية كام، ولفلان كام، ومش عارف ونرجع الفلوس بقى.. قالولى لا إنت كده تعمل أزمة فى الاحتياطى النقدى فى البلد.. طيب أومال إيه، الله يخرب بيتكو إنتو عاوزين تطلعونى حرامى»..
يدخل طبيب آخر أو ممرض من المستشفى الغرفة.. يسلم على الرئيس الأسبق.. يطلب منه دكتور الأنف والأذن والحنجرة الجلوس.. يسأله على خافض اللسان ثم يستطرد: «لو مفيش نشوف معلقة.. أنا لو أعرف كده كنت جبت كل أدواتى معايا».. فى إشارة أن أدواته الطبية ليست بالكامل معه.. يسأل الطبيب الرئيس السابق عن صحته فيجيب بـ«الحمد لله».. ثم يسأل عن نجليه علاء وجمال فيقول أيضًا: «الحمد لله كلهم كويسين.. جمال تمام وعلاء بييجى الساعة 5:30 كده يبص عليا».. فيتحدث أحد الموجودين فى الغرفة ربما من الحرس أو من إدارة المستشفى قائلًا: «أنا بعت أجيب حد منهم»..
يستكمل الطبيب الحديث عن سماعات الأذن ومشاكلها يطلب من الرئيس الأسبق خلعهما لاختبار حساسية ودرجة سماع الأصوات وتميزها من عدمه ويسأله: «أخبار السماعات إيه؟».. فيرد: «تمام».. يستكمل الدكتور: «طيب ومن غيرهم؟ بتسمع ولا له؟».. فيجيب مبارك: «أسمع بس ضعيف؟».. يسأل الدكتور مرة أخرى: «تسمع بس من غير ما تميز؟».. فيجاوب مبارك: «أسمع ضعيف؟.. يضيف الدكتور: «من غير ما تميز الأصوات؟».. فيرد مبارك: «أميزها لما أقرب بس، لكن بعيد صعب شوية».. انتهى الاختبار العملى.. يطلب منه الطبيب أن يعاود لبس السماعات.. ويسأله: «آخر مرة عملنا قياس للسمع إمتى؟.. يجاوب مبارك: «آه مش فاكر من يومين 3 باين؟.. يعاود الدكتور لطرح السؤال مجددًا: «لا قياس للسمع.. آخر مرة إمتى؟.. يجاوب مبارك: «لا من بدرى آخر مرة من سنة تقريبًا، لما كنت فى المركز الطبى العالمى».. يسأله الدكتور عنه: «موجود القياس ده نعرف نشوفه؟».. يرد مبارك: «أيوه»..
وقدما الرئيس الأسبق كانت محل نقاش وسؤال من طبيبه الخاص أيضًا.. فسأله الدكتور: «أخبار الركب إيه؟».. فرد مبارك: «الركب مش بطاله».. فاستزاد الدكتور: «مش بطالة أحسن».. عاد مبارك وأجاب: «آه الحمد لله أحسن».. فأكمل الدكتور: «باسم بيقولى إن الركبة اليمين بقت أحسن واتحسنت».. فيجاوب مبارك: «آه».. ينتقل الطبيب إلى النوم، وعدد الساعات التى يقضيها الرئيس الأسبق نائمًا.. فسأله: «النوم كويس».. فيرد مبارك: «لا مش كويس.. أنا من أواخر 2009 مبعرفش أنام».. فيقاطعه الدكتور متسائلًا: «لازم منوم؟!» فيجيب مبارك: «آه لازم منوم».. وتحدث عن أحد الأدوية وصفها الرئيس الأسبق بأنها «بتبهدل العضلات».. ثم يعود الطبيب للحديث عن السبب فى ضعف السمع مرجعًا ذلك للضوضاء، فيشرح مبارك قائلًا: «طبعًا الطيارات وصوت الضوضاء، والخناقات بين الناس، أنا بقالى 28 سنة بلبس سماعات ووجع دماغ».. فيسأله الطبيب: فى حد من العائلة سواء الوالد أو الوالدة كان بيعانى من ضعف سمع أو بيلبس سماعات؟».. فيجيب مبارك: «لا الأب ولا الأم ولا أى حد خالص الحمد لله».
يستكمل الطبيب الكشف والعلاج قائلًا: «أنا عايز أبص بصه تانية على الودن من غير سماعات.. هل فيه أكلان شوية أو هرش.. أنا كنت قولت لحضرتك وإنت بتحلق دقنك إبقى رش شوية كولنيا داخل الودن.. شوية الكحول دول هيريحونى فى العلاج.. ويا ريت نمسح السماعة كويس بالمناديل والديتول».. فيرد مبارك: «نسيت بقى معلش».. يعاود الدكتور الحديث: «مفيش وجع ولا حاجة».. يستكمل مبارك الحديث: «لا الحمد لله.. من غير السماعة بسمع بس بوش».. يستأنف الطبيب العلاج: «أنا هكتبلك على نقط وقرص تريدستان شوية حاجات كده تحسن الوضع.. وأخبار الأكل إيه؟».. يرد مبارك: «الحمد لله بتغدى وبشرب شوربة وكده».. يعاود الدكتور للسؤال: «الدوخة أخبارها إيه.. زبادى؟!».. يرد مبارك: «آه ممكن زبادى ممكن بطيخ».. يقاطعه الطبيب: «قولت لحضرتك زبادى وبس إنت اعترضت.. قولتلى إيه الزبادى ده!!».. فيضحك مبارك: «أيوه ياخويا الزبادى وده.. مفيش أحلى من اللبن الرايب بتاع الفلاحين والقشطة.. حلو أوى».. فيكمل الدكتور: «طيب وده نجيبه منين دلوقتى».. يستطرد مبارك: «أنا لحد فترة كبيرة زمان كنت بجيب اللحمة من بلبيس فى الشرقية، ووقت أيام ما كنت طالب فى الكلية الجوية كان فيه جزار جنبنا بيجبلنا الكيلو بـ7 صاغ، ولما غلى وصل بـ11 قرش.. وشوف بقى اللحمة مضرة، أنا نادرًا ما كنت باكل لحمة.. أدوقها مرة كده كل شهر فين وفين.. تربية العجول والحاجات دى بيبقى فيها مواد كمياوية.. مبقاش فيه برسيم وخضرة زى زمان حتى الخرفان.. بس أنا كان بيجيلى الخروف من سيدى برانى لحمة جميلة.. بس أنا بآكل سمك لإنه مضمون ومابيتعبش الجهاز الهضمى»..
يضيف الطبيب: «هكتب لحضرتك نقط مرة واحدة يوميًا.. وهاجى الأسبوع الجاى أزور حضرتك.. أى أوامر من المنوفية، كلهم بيسلموا عليك يا ريس».. يبتسم مبارك: «ربنا يخليك شكرًا.. اللى تشوفه سلم عليه».. يستطرد الطبيب فى الحكى: «أظرف حاجة كنت الأسبوع اللى فات فى منوف، بعت أجيب واحد كده يعملى حاجة فى الشقة.. تليفونه بيرن فعامل النغمة رنة من خطبة حضرتك».. فيرد مبارك: «ضاحكًا ربنا يسهل».. يختتم الطبيب حديثه: «حضرتك فاكر أسمى يا ريس».. يجاوب الرئيس الأسبق: «طبعًا فاكره كويس.. أنا بسأل عليك على طول».. يخبره الطبيب باسمه حتى لا ينسى مبارك مرة أخرى، ويطلب منه السلام على ابنيه علاء وجمال، ونقل التحية إليهم، وأنه سيعود الأسبوع المقبل للاطمئنان والكشف على صحته مرة أخرى.. ويخبره: «لو فيه حاجة يا ريس لحد من الأسرة أو الأولاد تحت أمرك حضرتك معايا الكارت بتاعى، وأنا الطبيب الخاص للدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق.. واللواء حسن عبدالرحمن - رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق- كل اللى هنا بضبطلهم ودانهم».. فيضحك مبارك ويسأله: «إيه بتركبلهم ودان جديدة ولا إيه؟.. يضحك الطبيب ويقول له: «سعيد بلقاء حضرتك ومش عايز أسيبه وهضبط السماعات والبطاريات وأجيبهم لحضرتك».. يسأل عن جمال مبارك فيخبره الرئيس الأسبق بأنه يصلى ويمارس الرياضة.. وينتهى اللقاء.
تسجيل آخر فى توقيت مغاير.. يحضر الطبيب المعالج سماعات جديدة للرئيس الأسبق ولكن سبق دخوله غرفة المستشفى تبادل أحاديث ونقاشات مع موظفى المستشفى وضباط الحراسة وأطباء وممرضين آخرين.. حول 30 يونيو ومظاهرات المطالبة بسقوط الإخوان، وحركة تمرد، وغيرها.. يدخل الطبيب إلى غرفة الرئيس الأسبق يبلغه السلام: «إزى حضرتك يا ريس».. يرد مبارك: «أهلًا الحمد لله».. يواصل الطبيب الخاص: «الشركة جبتلنا السماعة لكن إحنا عايزين قياس السمع حتى لو اللى عملته فى المركز الطبى العالمى، أنا عرفت إن مندوب الشركة جاى لحضرتك فى مستشفى المعادى».. يرد مبارك: «آه بس أنا مش فاكر موضوع القياس ده كام؟».. يتحدث الدكتور: «قياس السمع ده محتاج دكتور سمعيات علشان نضبط المقاسات كويس والشركة تعلى السماعات، وإنهم إدوك الريموت بتاع السماعة».. تعثر مبارك فى السمع وقال: «لا مش معايا معرفش.. الريموت ده شكله إيه».. جاوب الدكتور: «لا معرفش بس المفروض بيعلى ويوطى».. أوضح مبارك: «فيه شنطة صغيرة كده جنب الكومدينوا ممكن تشوفوه فيها».. يستكمل الطبيب: «ده فلتر وفيه فورشة علشان السماعة تتنضف بيها.. كمان السماعة فيها أشعة إكس عن بعد بتشتغل أول ما تحطها فى ودنك».. توقف الكلام وسأل الطبيب: «الشنطة مش عايزة تفتح.. عايزين زكريا عزمى علشان تشتغل».. يضحك مبارك ويرد: «لا مش محتاجة هى هتتفتح».. يخرج الطبيب من الحقيبة سماعات أخرى من نوع مختلف.. يعدد مزاياها وعيوبها ويخبر الرئيس الأسبق بها: «دى معمولة فى الدنمارك بتطلع موسيقى صغيرة فى الدوشة.. ويسأله: فيه فرق فى السمع؟!».. يرد مبارك: «آه أحسن».. يسأله مجددًا الطبيب: «محتاج نعليها شوية؟!».. يجاوب مبارك: «لا تمام كده»..
يتحدث طبيب مبارك عن مشكلة أذنه ويوصى للمستشفى بعدد من الملاحظات الأساسية لذلك.. أهمها أن عصب الأذن ضعيف والتهاب فى الأذن بسبب السماعتين لكن فى العموم «كويس».. ويطالب الطبيب بمزيد من العناية الصحية للرئيس السابق، وعدم إهماله لفترة طويلة.. وذكر فى حديث مع بعض المحيطين بالرئيس السابق أن بعض الإعلاميين يكيلون الاتهامات لمبارك وأبرزهم إبراهيم عيسى الذى وصفه الطبيب بـ«اللى بيكره نفسه»..
فى هذه الأجواء سأل الطبيب المعالج، الرئيس الأسبق عن رأيه فى هذه الخطوة: «طيب حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية شخصية قوية هيعملوا معاها إيه؟».. فيرد مبارك: «الشيخة موزه مبتحبوش.. هتسيبه شوية وهتشيله لأنه الدلدول بتاعهم - وده لفظ شعبى دارج يدل على أنه شخصية تابعة وليس مستقل الإرادة فى القرارات».. ويتابع مبارك: «أنا كنت راكب معاه العربية مرة وقولتله إنت حرامى الدوحة».. فقاطعه الدكتور: «ده على حمد؟!».. أجاب مبارك: «آه أنا كنت مسميه كده».. فيستفسر الطبيب: «طب الأمير مخليه ليه طالما هو حرامى ومش مبسوطين منه؟!!».. يجاوب مبارك: «دى مسألة وقت وكلهم كده»..
يعود مبارك للحديث عن قطر مرة أخرى لكن هذه المرة بعد 30 يونيو والإطاحة بحكم محمد مرسى والإخوان من مصر.. يقول: «الخليج كله واقف معانا ما عدا الملعونة قطر».. فيرد طبيبه: «والله دول إمبارح بعتولنا شحنة غاز».. يرد مبارك: «ما يبعتوا دول ولاد كلب بيصرفوا على الإرهابين».. يرد الدكتور: «ده كفاية قناة الجزيرة.. كويس أوى حضرتك مبتشفش الجزيرة.. دى يعنى حاجة قميئة كلها كذب.. ده فى أول يوم فى فض اعتصام رابعة يقولك 1200 قتيل والعيال بتوع الإخوان مبيشوفش غير الجزيرة».. يرد مبارك: «لا أنا مبشوفش الجزيرة.. خليهم ييجوا هنا.. مش هيشوفوا حاجة خالص».. ثم يضحكا جميعًا.. يستكمل الطبيب حديثه: «قابلت واحد من الإخوان فى المستشفى الأسبوع اللى فات فبقوله.. يا بنى بطل تتفرج على الجزيرة.. فرد قالى: ده اللى بتجيب الحقايق بس.. مغيبين».. فيرد مبارك: «دول مغيبين».. يعود الدكتور للحديث: «ربنا يسترها بس أنا تصورى إن الدنيا بدأت تهدى شوية وتبقى كنترول».. فقال مبارك: «هتاخد وقتها وهتهدى.. هى البلاوى لما بتتلم كل حاجة بتخلص».. فيجيب الدكتور: «آه زى أيام ما كان بيحصل أيام حبيب بيه برضه بس ضبطت بعد كده.. وهما ناويين زى حكمدار مطروح، ده قالى إحنا مش هنسيب حد.. زى ما بنقول خبطة بالمطرقة ولا 10 بالشاكوش.. يلموا الناس دى كلها.. الجميل بقى إن الناس كمان مابقتش متقبلاهم خالص.. فحالة الناس نفسها قرفت.. إن شاء الله مصر تبقى أحسن لأنها بلد تقيلة وجميلة»..
يطلب الطبيب من مبارك أن ينظر نظرة أخيرة على أذنه قبل الرحيل - رحيل الاثنين الطبيب لعمله والرئيس الأسبق من محبسه بعد إخلاء سبيله- قائلًا: «عايز أبص على ودن حضرتك بصه أخيرة».. فيرد مبارك: «وبصه أخيرة ليه؟.. يرد الدكتور: «أتمنى تبعتلى حضرتك فى أى وقت.. على فكرة أنا سلمت على المدام سوزان بره وهى خارجة».. يجيب مبارك: «آه»..
يستكمل الطبيب: «المناخير والزور كويسين».. يرد مبارك: «آه كويسين».. فيخبره الطبيب: «أستأذن حضرتك نستمر على نقط الفطريات دى شوية.. لأن الفطريات بترجع بسرعة فبتعمل التهابات.. إن شاء الله كل يومين مرة.. ونقلل الميه فى الأذن».. يرد مبارك: «مفيش مية خالص».. يضحك الدكتور: «مفيش بسين هنا - يقصد حمام سباحة-؟!».. يرد مبارك ضاحكًا: «مفيش طبعًا».. فيعود الدكتور للحديث: «أومال عاملين يقولوا ده الرئيس قاعد فى بورت وطره وبتاع؟».. يرد مبارك: «ما زمان قالوا على الطياره البوينج بتاعت السادات دى فيها حمام سباحة وبسين إيه.. إنتو بتحلموا.. دى كانت تقع».. يروى الطبيب بعد ذلك «نكتة» عن مرسى للرئيس الأسبق قائلاً: «مرسى بقى بيسأل هو أنا لما أروح المحاكمة بقى هتأخدونى فى طياره زى مبارك؟.. رد عليه الراجل.. قاله ليه هو أنت طيار.. أنت هيجبولك التوك توك بتاع عاشور بتاع الشرقية» - الذى تحدث عنه الرئيس السابق محمد مرسى فى خطابه الأخير قبل 30 يونيو- فيدخل مبارك فى نوبة ضحك مع الطبيب.. يختتم الزيارة: «سعيد إنى بشوف حضرتك.. ونشوف حضرتك على خير إن شاء الله.. ألف سلامة ياريس وتخرج بالسلامة».. ثم يودعه وينصرف.

واشنطن والقاهرة.. والعلاقات مع البيض الأبيض شهدت شدا وجذبا وتغيرا من وقت لآخر.. يكشفها الرئيس الأسبق قائلاً: «إحنا بقينا ضعاف الكل بيتسهفانا دلوقتى عرفوا إن إحنا بلد ضعيفة» يرد طبيبه الخاص: «بقينا ضعاف يا ريس».. فيستكمل مبارك: «الأمريكان كانوا زمان بيعملولى حساب.. رغم إنى مردتش أدىم ولا قاعدة عسكرية ولا حاجه إطلاقاً.. وطلبوا منى كثيرا وحاولوا معايا محاولات رهيبة.. بس أنا مبعلنش ده علشان محدش يزايد عليا.. وبسلط عليهم الإسرائيليين بستغل الإسرائيلين بطريقة يعنى.. شارون كان عندى مرة وبيقولى عايزين ننشط التجارة بينا.. قولتله إنتو اللى موقفين.. التجارة كانت نشطة أيام رابين انتو اللى وقفتوها.. كانوا عايزنا نصدر فى اتفاقية الكويز بدون جمارك.. وكانوا بيشترطوا فى أى صناعة بتصنعها عندك تأخد مكونات من إسرائيل بنسبة 8 أو 10%».. يقاطعه الطبيب: «الدنيا اتقلبت علينا وقتها وقالت هتبقى شراكة إسرائيلية وبتاع».. فيرد مبارك: «قولت لشارون لا ده كلام فارغ فكان عندى الاتنين قالى أنا هبعت النائب بتاعى يوم الخميس.. جه ومعاه موافقة بأن المصانع المصرية تصدر بالكامل دون مكونات إسرائيلية.. وبدأت مصانع العاشر رمضان والسادس من أكتوبر وبرج العرب يصدروا لإسرائيل.. مدينة السادات».. قاطعه مجدداً طبيبه: «أحمد عز كان بيصدر الحديد هناك».. رد مبارك: «عز وأبوالعينين كان بيصدر السراميك هناك.. كله كله من غير جمارك.. لأن لو صدرنا بجمارك الصين تضربنا.. هما أتغاظوا بقى من الضغط عليهم من إسرائيل.. لأنهم كانوا عايزين اتفاقية تجارة حرة بالكامل وتبادل خبرات الدكاترة الأمريكان ييجى يشتغلوا.. المحاسبين الأمريكان».

استوقفه الطبيب الخاص وسأله: «أنا سمعت الكلام ده.. قالولنا هيجلكوا دكاترة ومهندسين من أمريكا وإسرائيل وبتاع ومكناش هنلاقى مستشفيات ولا عيادات نشتغل فيها ومش هنلاقى شغل؟».. «آدى بقى الوزير رشيد.. - فى إشارة إلى وزير التجارة والصناعة الأسبق رشيد محمد رشيد- قعد يقولى خلص خلص والزق فى الكويز، لكن أنا فى النهاية أخذت اللى أنا عايزه أنا كنت عايز أصدر ومش عايز منهم حاجه والبعد عن الشر غنيمة وضحكت عليهم»..

يواصل مبارك حديثه: «وده اللى كان مزعل أمريكا.. ومرة تانية جالى وفد من الكونجرس الأمريكى الملعون بيقولى إحنا عايزين نخفض المعونة العسكرية من مليار و300 مليون دولار إلى 700 مليون قولتلهم إنتو حورين دى فلوسكوا وإنتو أحرار عايزين تاخدوا خدوها.. بعدها أنا كنت فى زيارة لروسيا.. عرضوا عليا شراء صفقة أسلحة.. قولتلهم بس أنا مش هقدر أشترى.. طلع الطيارة والخبر.. لقيتهم رجعوا فى كلامهم وتراجعوا عن القصة دى».. يستفسر الدكتور من الرئيس الأسبق: «والمعونة دى بقى كانت مقابل إيه؟!».. فيرد مبارك: «ييجوا يخشوا عندنا.. بس هما كانوا عايزين قاعدة عسكرية لكن أنا وريتهم الويل».. يستفسر مجدداً الطبيب: «دى القاعدة اللى كانوا عايزين ياخدوها فى جنوب على البحر الأحمر؟».. يرد مبارك: «كان أيام المشير أبوغزالة ضحكوا عليه وقتها وقالوله نديك 200 مليون دولار.. ووافق وبعدين كنت مسافر أمريكا بعدها بأسبوع فبعتلى جواب مع سكرتير الرئاسة قالهم أدوا ده للرئيس مكتوب فيه: أنا وافقت على طلب الأمريكان ببناء قاعدة عسكرية فى بلبيس بمحافظة الشرقية وهيزودولنا 200 مليون دولار فى المعونة.. رحت استدعيته فجالى بعد ساعتين تلاتة وقولتله 200 مليون إيه.. تراب البلد ميسويش ملايين الدنيا ويقعدوا على طول.. وبعدين لا إنت ولا أنا لينا الحق إحنا لازم نستفتى الشعب دى قاعدة دائمة عندنا».. وتابع مبارك: «المهم رحت أمريكا قابلت وزير الدفاع وقتها.. قولتله أوقف المناقصة اللى كنتوا هتعملوها على بلبيس.. إنتو عايزين قاعدة كاملة بخزانات بمياه تحلية بأبراج بإقامة دائمة بجنود يا نهار أسود.. فقالولى حاول.. قولتلهم إنت تقدر تقنع البرلمان إذا كنت أنا مش مقتنع خالص».. يرد عليه ضابط الحراسة: «إنت راجل عندك خلفية عسكرية وعلى رأى عم دكتور التخدير حربجى يعنى حارب كتير وفاهم».. رد مبارك: «أنا من سنة 1950 بحارب وحضرت 1956 وحرب اليمن 1962 ادعكت فيها.. وحرب 1967 كنت طيار.. وحرب 1973.. وخت أعلى نياشين عسكرية.. أنا قعدت 27 سنة فى الحروب»..

فى خضم النقاش بين الرئيس الأسبق وطبيبه الخاص وضابط الحراسة.. طرح أحدهم سؤالاً حول مؤتمر صحفى وحوار إعلامى كان قد عقده اللواء حسين كمال، سكرتير ومدير مكتب اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة الأسبق.. الضابط قال إن المؤتمر والحوار كانا «أى كلام ومفهوش حاجة».. دخل مبارك على الخط ورد: «ده ميعرفش حاجة.. المخابرات دى مليانة أجهزة ومفيش جهاز يقول للتانى معلوماته أو لحد.. والراجل ده كان مدير مكتب عمر سليمان بس».. قاطعه ضابط الحراسة: «ده الناس مسمياه الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان علشان صورته فى خطاب التنحى».. فقال مبارك: «أهوه علشان يظهر».. امتد الحديث لعمر سليمان نفسه وعما إذا كان مات مقتولاً أم وفاة طبيعية نتيجة المرض كما قيل.. فأوضح مبارك: «والله هو مش اتقتل.. وعلى فكرة هو مرحش سوريا خالص.. هو وصل الإمارات لما عرف إنهم هينتقموا منه- فى إشارة إلى جماعة الإخوان- لأنه الصندوق الأسود فراح مسفر أحمد شفيق وسافر وراه.. وبعدها كان عيان لما سافر فقعد فى المستشفى لأنه كان تعبان عنده مرض.. هو كان بيقولى أنا بزرع شعر لما كان بيسافر بره كتير للعلاج.. بس أنا كنت عارف إنه كان عنده حاجة تانية.. لما وصل اتحجز فى المستشفى يومين ولما لقيوا الحالة خطيرة سفروه أمريكا قعد 4 أيام هناك».. ويستكمل ضاحكًا: «مفيش غير مرسى اللى حقيته يروح سوريا علشان يموت هناك».. فيتدخل ضابط الحراسة قائلاً: «أهوه أعلن الحرب والجهاد على النظام السورى على الملأ فى الاستاد».. فأجاب مبارك مستنكراً: «فيه حد فى الدنيا يعمل كده؟!.. وبعدين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قاله فى حوار تليفزيونى: «ده بشار ممكن يقعد مدة أكبر فى الحكم من مرسى.. هو هيمشى قريب».

الواقع الاقتصادى المؤلم كان حاضرًا بقوة فى حوار الرئيس الأسبق مع طبيبه الخاص الذى سأله: «السؤال اللى بيطرح نفسه دلوقتى إحنا ليه أتاخرنا أوى كده عن الدول اللى بادى معانا زى ماليزيا وسنغافورة وأندونيسيا وتركيا؟».. يرد مبارك: «أنا هقولك.. إحنا الزيادة السكانية أنا استلمتهم 43 مليون كل شوية بتزيد مليون.. وعندنا عجز وديون.. أنا كنت مستلم البلد خالص خالص بعد الحروب.. فعاوز ابنى.. عاوز ابنى صرف صحى.. ده الصرف الصحى بتاع القاهرة كلف 13 ونصف مليار دولار.. وفى الإسكندرية كلفنا 7 مليار».. فقاطعه الطبيب: «إحنا عندنا فى المنوفية فيه صرف صحى».. رد مبارك: «حتى فى القرى والأقاليم كلها.. الفلوس دى بتييجى منين؟!.. ما بتييجى من هنا ومن هنا.. فقولت لازم أعمل تنمية وافتح مصانع وابنى فى كل مكان».. قاطعه الطبيب: «وإحنا أصلا شعب كتير ومش شغال».. رد مبارك: «آه طبعا شوف الصين ممنوع عليهم هناك يخلفوا أكتر من واحد.. إحنا عندنا بقى تقدر تقولهم؟.. يقولك الدين وبتاع».. فيؤمّن على كلامه الطبيب: «على رأيك دلوقتى محدش يقدر يجيب سيرة تحديد النسل ولا حاجه أهيه الزيادة السكانية ماشيه فى صمت.. هيا دى الحاجة الوحيدة اللى فالحين فيها»..

يتابع الرئيس الأسبق قائلاً: «فى الأقصر كنت موجود هناك مرة فى المطار.. قام واحد جالى بيقولى يا ريس أنا عايز شقة.. قولتله شقة فين؟.. قالى فى أى مكان إن شاء الله فوق السطوح.. قولتله إنتو كام واحد قالى إحنا 10 واتنين كمان يبقوا 12.. قولتله إنتو مش عايزين شقة إنتو عايزين عمارة.. كلمت المحافظ اداله شقة».. فرد الطبيب: «ربنا يديك الصحة يا ريس وتخرج كده بالسلامة».. يستفيض مبارك: أهوه أنا علشان كده عملت مصانع السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان ومدينة السادات ومدينة بدر والمنيا الجديدة وبنى سويف الجديدة وأسيوط وأسوان الجديدة والمدن الصناعية والطرق الجديدة».. ويضيف: «تعالى شوف دلوقتى 500 مصنع اتقفلوا واللى مكمل مفيش لا كهربا ولا سولار».. يحدثه الطبيب الخاص: «الناس بقت بتشد فى شعرها.. ده البيضة بقت بجنيه».. يرد مبارك فى ذهول: «البيضة بقت بجنيه؟!.. خلاص نأكل سندوتشات بطاطس».. قاطعه الطبيب مرة أخرى: «ده كيلو البطاطس بقى بـ4 جنيه».. فيرد مبارك: «كمان البطاطس بقت بـ4 جنيه؟!».. يجيب الدكتور: «أنا ليا واحد مأجر الأرض بتاعتى فى البلد جابلى شيكارة بطاطس من المحصول.. قولت كويس أهيه تنفع البيت لحد شهر رمضان».. رد مبارك: «البطاطس كويس بس فى رمضان هتاكل إيه مش ع طول».. أجاب الطبيب: «أصلى البامية والملوخية بتوع الصيف إحنا ربنا سترها معانا بالحاجات البسيطة دى الملوخية والجرجير والبامية.. إنت عارف ياريس إن ليا واحد صاحبى قالى إن اليابان عامله الملوخية دى مشروب «كان» مياه غازية تحط «الكوين»- العملة المعدنية - تطلعلك قزازة كانز».. رد مبارك: «ده أيامى أنا.. جيه يوسف والى - وزير الزراعة الأسبق- قالى اليابانيين طالبين طن ملوخية.. قولتله ليه؟!.. قالى عملوا عليها تحاليل ودراسات لقيوا إنها بتمنع أمراض كتير.. ده مفيش أحسن من الملوخية الناس كلها تزرعها تحت البيت وتاكل منها»..
بعيدًا عن الرئيس الأسبق يتحدث الطبيب الخاص وآخرون مع أحد القيادات الأمنية التى تتولى عملية تأمين مبارك فى المستشفى، الحديث يتناول الأوضاع الأمنية ومستقبل الإخوان وهل سيستمرون فى الحكم أم لا؟.. دور حركة تمرد وهل يتدخل الجيش لصالح الشعب كما يقولون؟.. مصير المسؤولين وكبار رموز النظام السابق من رجال الأعمال وقيادات الداخلية فى المحاكمات بعد وصول الإخوان للحكم؟.. اقتراحات بإنشاء مستشفى مركزى للسجون تضم جميع المرضى المحبوسين وبأقسام مختلفة مثل الجراحة والمخ والأعصاب بطاقم طبى متميز بأساتذه جامعيين وطاقم تمريض تفاديًا لنقل المرضى خارج السجن والتداعيات والتكاليف الأمنية المصاحبة لذلك، كما حدث فى حالة مبارك، بالإضافة إلى تقليل النفقات على الدولة.. ولا يعلم الكثيرون ما سبب هذا الجمع ولماذا تتواجد قيادة أمنية كبيرة خارج الغرفة تنتظر مبارك وعلامات استفهام كثيرة.. فى هذه الأجواء يدخل الطبيب الخاص على غرفة الرئيس الأسبق.. يرى شخصية «ذات ثقل» صوت نسائى رخيم ينمّ عن حساسية المركز هى سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق.. يسلم عليها.. يُعرف الطبيب الخاص نفسه: «أنا فلان الفلانى.. طبيب... المشرف على علاج سيادة الرئيس.. وشرف كبير لينا نشوف حضرتك».. ترد بود واحترام كبيرين على غير ما عرف عنها من كبرياء وتعالٍ: «آه أهلاً وسهلاً.. الشرف لينا.. إحنا اللى متشكرين على تعبك معانا».

يتحدث الطبيب الخاص لمبارك بعد حصوله على قرار إخلاء سبيله فى قضية هدايا الأهرام لاستنفاد مدة الحبس الاحتياطى، وعدم صدور حكم بات فى القضية.. يبدأ بالسلام: «إزى حضرتك.. عامل إيه؟.. واحشنا والله.. ألف مبروك.. كده مش هنعرف نشوف حضرتك تانى؟».. يرد مبارك: «الله يبارك فيك.. شكرًا.. ليه فى أى وقت عادى تعالى تنور».. يسأله الطبيب: «إنت هتروح المعادى العسكرى بقى».. يرد مبارك: «إظاهر.. إن شاء الله».. يستكمل الطبيب: «أخبار حضرتك إيه وأخبار السماعات إيه؟.. يجيب مبارك: «أوقات بتشتغل كويس وأوقات لا».. يقاطعه الدكتور: «طيب هاتهالى وأنا أشوفها».. أصوات مختلفة من شخصيات متعددة يبدو أنها من الأطباء المتواجدين فى المستشفى أو من طاقم التمريض والحراسة تهنئ وتطمئن على صحة الرئيس الأسبق..
فى هذه الأثناء كان خبر إلقاء القبض على صفوت حجازى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين أعلن عنه فجر اليوم فى مطروح أثناء محاولة هروبه بعد تنكره.. يقول الطبيب: «اللواء طاحون حكمدار مطروح هو اللى جاب حجازى وكان عامل شكل غريب «دوجلاس» باين».. يضحك مبارك: «آه حالق دقنه يا سيدى»..
يعود الطبيب مرة أخرى لتهنئة الرئيس الأسبق: «ده خبر كويس الحمد لله الناس مبسوطة».. فيرد مبارك: «الحمد لله».. يستكمل الطبيب: «المنايفة كمان مبسوطين».. يتدخل أحد أفراد الحراسة فى الحديث ويسأل الطبيب: «وهما عاملين إيه بعد ما الناس ماتت فى المظاهرات الأخيرة وحادث رفح الأخير من عندهم؟».. يجيب الدكتور: «والله الناس حزينة.. وكان لسه حد بيكلمنى من قرية ميت فيها 4 وبلدنا اسمها فيشة الكهربا ميت فيها 4 كمان.. الناس طلعت حرقت بيوت الإخوان وولعوا فى المحلات».. يتدخل مبارك فى الحديث: «شىء غريب فى الحادث ده.. ده قتلوا الجنود وكتفوهم من ورا».. يسأل الدكتور مبارك: «هل حد منهم يعمل الكلام ده - فى إشارة إلى جماعة الإخوان وأنصارهم- مش يهود أو إسرائيليين يعنى؟!».. يجيب الرئيس الأسبق: «لا لا إسرائيل متعملش كده.. دول مجانين.. عندهم حالة جنان»، يقصد الإخوان.. يتابع الدكتور: «لسه ولد من عندهم كاتب على الفيس هنطلع فى مظاهرات نطالب بإلغاء حكم العسكر.. يعنى مصرين برضه على المواجهة والمجابهة ده غباء.. بيخبطوا فى الجيش والدولة».. يؤكد مبارك: «غباء خالص مفيش دماغ».. فيسأل الطبيب: «بس أعتقد إن الأمور هتهدى دلوقتى بعد الاعتقالات دى».. يجيب مبارك: «آه طالما بيلم الرؤوس.. الشباب هتهدى».. يتابع الدكتور: «أنا بشبههم بعساكر الأمن المركزى بياخدوا تعليمات وبينفذوها بالحرف.. وشايلين مخهم وحاطين بداله بلاستر علشان ميفكروش.. فأنا فى تصورى الدنيا هتهدى».. يتحدث مبارك: «آه الدنيا هتهدى.. دول لو اتلموا الموضوع هيخلص.. حبيب العادلى كان بيعتقل 2000 واحد ويلم الدنيا».. يتدخل الطبيب: «أنا فى تصورى حبيب العادلى لو طلع..».. قبل أن يكمل الدكتور الجملة قال مبارك: «يطلع بس 3 أيام وهيخلص الدنيا».. فيكمل الطبيب الجملة: «أنا قولت لحبيب بيه الناس عايزين حضرتك بس أسبوعين تلملهم الدنيا فرد عليا: قالى ده كان زمان هما فاكرنى مغفل؟».. يضحك مبارك بينما يكمل الطبيب حديثه: «لما كنت معاه آخر مرة فى رمضان- يقصد العادلى- بقوله الصيام أخباره إيه.. قالى الصيام مبيتعبنيش.. قولتله وبتصلى التراويح قالى آه.. قولتله إمتى.. قالى بعد العشا».. فضحك هو مبارك معًا وقال: «لذيذ حبيب بيه».. فتابع مبارك: «كان لمهم كويس».
الموقف الأمريكى - الأوروبى من 30 يونيو واعتبارهما ما حدث انقلابا وليس ثورة وتبينهما وجهة نظر الإخوان.. أثار حديث مبارك وطبيبه الخاص.. فقال الأخير: «بس لا يزال موقف أمريكا والاتحاد الأوروبى غريب من اللى بيحصل».. فيرد مبارك: «لا ما أمريكا هى اللى عاملة العملية دى كلها.. أوباما كلمنى يوم 1 فبراير.. قالى ما تسلم السلطة.. رحت هبشت فيه.. قولتله إنت تعرف الأمريكان أكتر ما أنا أعرفهم.. وأنا أعرف المصريين أكتر ما إنت تعرفهم.. وبعدين أنا أنفذ اللى الشعب عايزه مش أى حد تانى».. فيوضح الدكتور: «موقف السعودية طبعاً ذهب.. الملك عبد الله دهب.. دول حتى إمبارح أثروا على دول كتير.. حتى الأمير سعودى الفيصل وزير الخارجية».. قاطعه مبارك: «راح فرنسا بيقنعهم».. فأجاب الدكتور: «آه إمبارح.. الأمير سلطان حاكم الشارقة بالإمارات كان بيعيط قال أنا بعز البلد دى جدًا واتربيت واتخرجت من كلية الزراعة وعارف يعنى إيه الجيزة ومصر.. كلام درر ذهب كلام خلانى أعيط والله.. وإحنا من غير المصريين مننفعش».. فرد مبارك: «آه هو بيحب مصر.. وهو اتبرع هنا للجامعة».. فقاطعه الطبيب: «آه هو قال هيتبرع للمجمع العلمى وعنده نسخ من المخطوطات فيه.. وقال إن المشكلة مع رجال الأعمال فى دورهم الاجتماعى يعنى فى الجيزة فيه 18 منطقة عشوائية.. واتكلم عن المنوفية أن ليهم فضل عليه.. أنا بقيت مبسوط.. اتكلم ييجى حوالى 10 دقائق عن المنوفية.. اللى كانوا بيروحوا زيارات وييجوا بيجبولنا زيارات وبتاع وهما اللى علمونا وهما مش عارف إيه».. يضيف مبارك: «ده اتبرع لجامعة القاهرة بـ10 مليون»..
من جديد.. يسأل الطبيب الخاص الرئيس الأسبق حول رأيه فى خروج الإخوان للمظاهرات فى الشارع والاعتصام ورفض تولى الجيش السلطة وما نتج منه من أحداث عنف وتخريب.. قائلاً: «رأى حضرتك إيه فى اللى بيحصل.. إنت قولت قبل كده دول مسكوا عضمة ومش هيسيبوها».. يجيب مبارك: «لا لا مش هسيبوها بالساهل.. هيضيعوا البلد».. فيسأل الطبيب الخاص: «موقف أمريكا وأوروبا إيه.. عايزين يرجعوا مرسى ولا إيه بالاتفاق مع الإخوان؟».. يرد مبارك: «آه طبعا فيه مصالح وكمان عايزين ياخدوا جزء من سيناء».. فيقاطعه الدكتور: «آه حضرتك قولتلى الكلام ده قبل كده إنهم عايزين يعملوه معاك».. فيسأل مبارك باستغراب: «يعملوا معايا إيه؟!».. يجيب الطبيب: «إن نتانياهو عرض عليك ياخد جزء من سيناء نفس العرض اللى عرضوا عليك».. يرد مبارك: «آه لمح كده بس.. رحت هبشته وقولتله انسى الكلام ده».. يقاطعه الطبيب: «لا الحقيقة هما واقفين موقف جامد أمريكا وأوروبا وتركيا كمان».. يرد مبارك: «آه».. يستكمل الدكتور: «مهو علشان أردوغان إخوان صرف يعنى.. النهارده أعلنوا وقف كافة العلاقات والاتفاقيات مع مصر».. يسأل مبارك: «مين اللى وقفوا».. يجيب الطبيب: «هما الأتراك أعلنوا.. رغم إن مصر بقيت سوبر ماركت تركى سوق كويس بالنسبالهم.. تخش أى حاجه تلاقيها تركيا.. جزء تركى وجزء صينى.. فأردوغان واقف وقفة شديدة مع مرسى».. يقاطعه مبارك: «ده كان بيصدرولنا من غير جمارك.. أحسن أنهم وقفوا كل حاجه.. وبعدين أردوغان ده ملوش صاحب.. قبل كده كان هو وسوريا أصدقاء جداااا.. لكن قلب عليهم»..


يحكى الطبيب الخاص لمبارك عن مظاهرات ومسيرات الإخوان الرافضة للانقلاب.. مسيرة من ميدان رابعة العدوية لميدان رمسيس وأخرى للخليفة المأمون قائلاً: «هوا ده اللى بتوقف الطريق ويعمل المشاكل».. يسأل مبارك بتعجب: «هما ماشيين؟!».. يرد الطبيب: «آه بيقولوا إنهم كانوا بيوقفوا لينا الدنيا وإحنا حاكمين - فى إشارة إلى مظاهرات المعارضة للإخوان وقت حكم الرئيس السابق محمد مرسى - دلوقتى نوقفلهم الدنيا بقى زى ما كانوا بيعملوا.. وكل ما بيبقى فيه مظاهرة بيبقى فيه حد بيضرب».. يقاطعه مبارك: «ضرورى».. يتابع الدكتور: «سواء كان حد من بره أو حد من جوه.. يضرب يبقى فيه ناس تتقتل يبقى فيه ناس تموت».. يرد مبارك: «أكيد».. يستكمل الطبيب: «ليا واحد قريبى هناك معتصم فى رابعة بقوله يابنى تعالى أمك بتموت.. مبقاش يرد.. لحد ما قفل التليفون».. يقاطعه مبارك: «معملهم غسيل مخ».. يكمل الطبيب: «مفيش خالص».. يسأله ضابط الحراسة: «وهو معاهم - يقصد جماعة الإخوان؟».. يرد الطبيب: «آه ما أنا اكتشفت أنه معاهم.. عض وجامد.. هو أساساً طالب فى كلية...» يقاطعه ضابط الحراسة: «معملوا غسيل مخ إزاى يعنى.. أنت اتكلمت معاه؟!».. يجيب الدكتور: «آه اتكلمت معاه.. يقولك ده جهاد.. وينزل على الفيس بوك «بوستات» ده جهاد للشرعية ونفس الكلام اللى بيقوله مرسى ودى حرب على الإسلام».. ثم يكمل: «قولتله يابنى مكنتوا تنجحوا كنا هنشيلكوا فوق رأسنا.. أنا كنا عايزين أى حد يبقى كويس هنشيله على رأسنا من فوق.. إنتو فشلتوا فشل ذريع.. وانتخبناكوا ومفيش.. طيب تعالى بص على أمك على أبوك تعالى غيّر هدومك.. مبيجيش».. يقاطعه ضابط الحراسة: «مفيش خالص.. قاعد هناك على طول؟».. يتدخل مبارك قائلاً: «مهو بيقبض فلوس هناك».. يسأل الضابط: «هو أصلاً بيشتغل إيه؟».. يجيب الدكتور: «طالب فى سنة ثانية كلية طب أسنان.. وساقط كل سنة.. أنا بنتى كانت فى بكالوريوس هندسة فنون تطبيقية خلصت إمبارح.. وهو قبلها كل سنة قاعد يسقط يسقط.. مهو مش فاضى للمذاكرة».. ويتابع: «قاعد هناك على طول اجتماعات وتنظيمات وبتاع وعلى الفيس بوك».. يسأل الضابط: «دماغه بايظة؟!».. يجب الطبيب: «دماغه بايظة خالص ومبيتفهمش».. يتدخل مبارك: «عندهم غسيل مخ كامل».. يرد الدكتور: «أنا اكتشفت كلهم كده معندهمش استعداد يتناقشوا مع حد خالص.. وكمان أنا عندى عدد كبير فى الجامعة منهم فأنا بسمع وخلاص.. هتخانق مع كل الناس؟.. خلينا صحاب كده وخلاص.. لكن للأسف لما يبدأ يتعدى حدود الشارع ويضرب وبتاع.. ودلوقتى الموت فى سبيل الله وشهاده فكده خلاص واهب نفسه للإخوان وللموت فى سبيل الإخوان».. يرد مبارك ضاحكاً: «ربنا يستر.. بس السيسى ده طلع عقر وانضم معانا للقائمة على رأس الاغتيالات والتصفية من الإخوان»..

جولة جديدة من الأسرار والكواليس يكشفها الطبيب الخاص للرئيس الأسبق.. يدخل عليه فى زيارة لغرفته بالمستشفى: «السلام عليكم يا سيادة الريس».. يرد مبارك: «وعليكم السلام».. يتابع الطبيب: «عامل إيه ياريس؟ واحشنا والله.. طمنا عليك».. يتعذر مبارك فى السمع فيقول: «نعم!».. فيعيد الطبيب السؤال مجدداً: «بقولك عامل إيه ياريس.. مش لابس السماعة ليه؟».. فيجيب مبارك: «الحمد لله.. لا لابسها».. يسأله الطبيب بصيغة أخرى: «الصحة عاملة إيه؟.. بنخرج ولا لأ».. يرد مبارك: «أنا كويس الحمد لله.. بخرج يوم الجمعة بس أتمشى شوية فى الطرقة».. يستفسر الدكتور: «ليه فيه مشاية هنا؟».. يضحك مبارك: «لا المشاية دى صناعية ملهاش لازمة».. يرد الدكتور: «على رأيك.. أنا عندى واحدة فى البيت بستعملها أول أسبوع.. تانى أسبوع لكن بعد كده بخف.. وبعد كده نشوفلنا مكان نركنها فيه».. فيؤكد مبارك: «لا أتمشى فى الشارع أحسن علشان تشوف مناظر وبتاع».. يقاطعه الطبيب: «آه أحسن أنا بعمل كده بتمشى فى الشارع وأنا راجع من العيادة.. أنا ساكن فى المعادى فى مكان جميل حوالين هيئة البترول.. وبمناسبة هيئة البترول تفتكر حضرتك اللواء ناجى نفادى؟».. يرد مبارك: «اللواء ناجى نفادى.. كان شغال فين ده؟».. يجيب الطبيب: «اللواء ناجى نفادى ده اللى اتضرب فى إثيوبيا كان فى الحرس.. شغال دلوقتى فى هيئة البترول».. يتذكر مبارك: «آاااه».. فيواصل الطبيب: «باعت لحضرتك السلام هو مدير الأمن فى الهيئة.. وكمان الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد.. أصلاً منايفة زى بعض فعلى اتصال دائم مع بعض».. يستغرب مبارك: «مكرم من المنوفية؟!».. يرد الطبيب: «آه من منوف نفسها ومتجوز من المنوفية».. يتابع مبارك ضاحكاً: «ياااه.. سلملى عليه ده كاتب متميز».. فيستكمل الدكتور: «والناس الكبار بتوع المنوفية بيقولولى سلملنا على الريس كتير.. والصغيرين كمان بيقولوا عندنا فى الأمثال ميعرفش قيمة أمه غير لما يشوف مرات أبوه».. يضحك مبارك والطبيب ويتابع الأخير: «فهما عرفوا قيمة أبوهم لما شافوا جوز أمهم».. ثم يسأله عن سماعات الأذن.. ويضيف: «دى السماعات من شركة تانية اسمها «اوتكون» غير «ويدكس» اللى حضرتك مدهانى فى العلبة».. فيرد مبارك بتعجب: «ياخويا بتعرفهوم منين دول».. فيرد الطبيب: «بيبقى مكتوب عليهم ياريس.. أنا مش مبسوط من السماعات فخليت حد يظبطها».

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعلقك يزيدنا ابداع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting