الرِّضا
عن النفس، الرِّضا عن الحياة، كما ذكر العلماء، هو أبرز مظاهر السعادة عند
الإنسان، ولكن من أين يمكن اكتساب هذا الرِّضا؟
بلا شك لظروف الحياة المعيشية تأثيرها المباشر على حياة الإنسان، خصوصاً في
المجتمعات النامية أو ما يُسمّى بـ(العالم الثالث)، فكيف تستقيم الحياة مع
فقد المال والسكن والعمل والأمل؟ كيف ينظر الشباب إلى المستقبل مع زيادة
نفقات الحياة وارتفاع تكاليف العيش وارتفاع نسب البطالة في نفس الوقت وعدم
وجود "الضمان الإجتماعي" المقر عالمياً لتأمين الحد الأدنى من الحياة
الكريمة التي توفِّر للإنسان الغذاء والدواء والسكن؟
القرآن الكريم يؤكِّد على أهميّة توفير تلك الأُمور، قال تعالى: (فليعبدوا
ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) (قريش/ 3-4).
وفي المأثور: "لولا الخبز لما عُبِدَ الله".
لقد جسَّد "ألبوعزيزي" التونسي الغاضب والمحبط قِمّة اليأس والبؤس الذي
يعيشه الشباب في بلداننا.
وهذا يتطلّب خطىً حثيثة وخطط شاملة لإصلاح الواقع السياسي والإجتماعي
والنهوض بالحالة الإقتصادية.
ويبقى السؤال قائماً، ماذا لو توفّرت متطلِّبات الحياة وأسباب الرفاه، فهل
يحصل الإنسان على سعادته؟
بلا شك أنّ توفّر متطلِّبات الحياة الأساسية ومن ثمّ الحصول على الرفاه..
كل ذلك يُهيِّئ الإنسان لحياة أكثر استقراراً ويهبه نوعاً من الإطمئنان
للمستقبل وقدراً من الرِّضا، ولكن ذلك لوحده لا يكفي إذا لم يرتبط ببرامج
أخرى تستفيد من هذه الإمكانات لحياة أعلى قيمة وأكثر فعّالية ونشاطاً.
أوروبا تنعم بالضمان الإجتماعي الشامل وهي تعيش مستوىً عالياً من الرفاه
نسبة لبقية مناطق العالم، ولكنها في نفس الوقت تعجّ بالمشاكل الروحية
والمعاناة النفسية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعلقك يزيدنا ابداع