المصرى
تاريخ العدد الخميس ٢٤ يوليو ٢٠٠٨ عدد ١٥٠٢ عن مقالة بعنوان [ بد
الستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة لـ «المصري اليوم»: (١- ٢) الإخوان
لديهم تنظيم خاص ولجان سرية تدير النقابات ] حوار أحمد الخطيب ومنير
أديب
الدكتور السيد عبدالستار المليجي، عضو مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين، أحد قيادات الجماعة، علي مدار ٢٠ عامًا، - حسب قوله- تبوأ خلالها العديد من المواقع التنظيمية التي أهلته لمعرفة أسرار الجماعة وأسرار العمل بها،
حيث كان مشرفًا علي المركز العلمي للبحوث والدراسات، الذي يدير الجزء العلمي داخل الإخوان، وكان هدفه جمع العناصر الأدبية والعلمية لإنجاز بحوث ودراسات، كما كان مسؤولاً عن تنظيم دورات لرفع المستوي المهني للقيادات الشابة للجماعة،
وكان من بين مسؤولي اللجنة المركزية داخل الجماعة للاتصال بالمحافظات.. المليجي- كما يقول- تعرض لمحاولة تهميش في الفترة الأخيرة بعد أن اكتشف أن داخل الجماعة «تنظيمًا خاصًا» لا يعرفه جموع الإخوان، يسيطر علي الأموال وعلي صناعة القرار دون أن يعرف ذلك حتي أعضاء مكتب الإرشاد، ويقوده محمود عزت.
رفض المليجي في الحوار مع «المصري اليوم» الكشف عن أسرار قال عنها إنها ستهز «الرأي العام»، الذي لا يعرف حقيقة تنظيم الإخوان المسلمين قائلاً: «سأرويها في كتاب سيخرج إلي النور قريبًا».. عن العلاقات المشبوهة لبعض القيادات ببعض الأجهزة الأمنية، وعن أسرار الأموال التي يتلقاها التنظيم الخاص من الخارج والداخل.
المليجي طلب من «المصري اليوم» إجراء حوار معه وحضر إلي مقر الجريدة ومعه العديد من الأوراق والمستندات الدالة علي كلامه - حسب قوله - من أجل كشف بعض الأسرار.. وعندما سألناه عن السبب وراء كشف هذه المعلومات، ولماذا كان يحجبها طوال الفترة الماضية
قال: «كنت أعتقد أن المرشد العام سيعمل علي ضرب هذا النظام الخاص والفساد، حيث سبق لي أن أرسلت عدة رسائل وكتبت عدة مذكرات له، كشفتُ فيها عن معلومات كان يجب التحقيق فيها، لكن هذا لم يحدث وهو ما دعاني لكشف كل ذلك أمام الرأي العام وفي الكتاب المرتقب وإلي نص الحوار:
* ما حكاية التنظيم الخاص الذي تتحدث عنه.. وهل تقول ذلك لأنك مختلف مع قيادات الجماعة، وتم تهميشك فيها مؤخرًا؟
- كنت أعمل داخل الإخوان كقيادي، وكنت مسؤولاً عن تجنيد الأفراد وضمهم للتنظيم وقيادته، المتمثلة آنذاك في المرشد الراحل عمر التلمساني، وفي إحدي المرات سلمت مجموعة من الأفراد الجدد للمرشد التلمساني علي اعتبار أنه المرشد إلا أنني فوجئت بمصطفي مشهور ينتقدني لأنني سلمت هؤلاء للتلمساني ولم أسلمهم له، فعلمت أن داخل الجماعة مجموعة تعمل لحسابها وتعمل علي إدارة التنظيم بشكل معين، وعندها توقفت أمام هذا التصرف، ولكن لم يخطر علي بالي أن هناك قبضة لبعض القيادات علي الجماعة.
* لكن شهادتك الآن «مجروحة»، خاصة أنك علي خلاف مع قيادات الجماعة؟
- أنا لست علي خلاف مع عموم الإخوان المسلمين، ولكن الخلاف محدود مع التنظيم السري الخاص الذي عاد من جديد لامتلاك مقدرات الجماعة بأساليب غير إخوانية، وكنت أتصور أن الجماعة تخلصت من هذه الأساليب، ففوجئنا بمن يتصرف من وراء قيادة مرشد الإخوان الثالث عمر التلمساني،
فمنذ عام ١٩٨٩ بدأت متاعبي مع فريق التنظيم السري القديم للجماعة الذي جمع لأفراده أعضاء جددًا، أثناء سفر الحاج مصطفي مشهور خارج مصر، وهم من الطلبة المبعوثين إلي الخارج في أوروبا وأمريكا ومن الإخوان المغتربين في السعودية والخليج واليمن، وعمد النظام الخاص إلي بتجنيد هؤلاء في كل موقع،
وأغلب من كان يقوم بهذا الدور أعضاء التنظيم الخاص «قديمًا» سواء كانوا من مجموعة ٥٤ أو ٦٥، وعلي رأسهم الأستاذ محمد البحيري في اليمن، الذي كان يمثل محطة التدريب الأساسية، من خلال عملهم كمبعوثين. واختلافي فقط مع القيادات التي تريد أن تحيي في الجماعة نظام العمل السري الخاص، بينما هناك وجهة معلنة ليس لها علاقة باتخاذ القرار،
وهذا الشكل أضر بجماعة الإخوان المسلمين ضررًا بالغًا، ثانيا أكن الاحترام الشديد للإخوان في الخاص أو في العام، كأفراد، ولكن أرفض أن تقوم مجموعة منهم من وراء القيادة بعمل تنظيم، هذا هو الموقف الذي يمكن أن أعترض عليه، وهذا التنظيم طول عمره في صراع مع الجماعة، وبدأ التنظيم عمله فعليا مع إدارة الحاج مصطفي مشهور للجماعة أثناء مرض مرشد الإخوان الرابع محمد حامد أبو النصر.
* هل ممكن تعريفنا علي هذه المجموعة الخاصة وملامحها؟ وهل هي مسلحة؟
- فكرة التسلح انتهت إلي الأبد من الإخوان، ولكن الفكر الإداري لم يتغير، وهذا هو جوهر التنظيم الخاص، بحيث يعمل الجزء الأكبر من الجماعة تحت الأرض، وقليل منهم من يعمل فوق الأرض، وهذا هو سبب الإشكال مع كل الحكومات المتعاقبة،
لأن هذه الحكومات ترفض مطلقًا أن يكون هناك عمل بشكل سري وخاص، وأيضًا بالدور الذي يؤديه الكيان حيث يتسم بالغموض، وشكل الممارسة لهذا التنظيم أيضًا، والحكومات مستفيدة من ذلك لأنها تريد أن تبقي الإخوان بهذا الشكل حتي تستطيع أن تتعامل مع الجزء السري وليس مع الجزء العلني، علي غير ما يفهم الناس.
* تاريخيا متي بدأ التنظيم الخاص القديم أو الجديد؟
- بدأ مع حسن البنا في الأربعينيات وكانت له أهداف في ذلك، منها حماية المؤتمرات الجماهيرية للجماعة، وكان مع ذلك متسقًا مع البيئة العامة وقتها، لأن كل حزب كان له ميليشيا وهو ما يسمي «لجنة نظام»، عبارة عن تدريب عقلي، وكانت وقتها الأسلحة منتشرة في مصر، وعندما قام ببعض عمليات الاغتيال دون إذن القيادة، التي كان آخرها اغتيال النقراشي تبرأ منهم المؤسس الشيخ حسن البنا،
وقال: «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، وهذا يجسده أحمد عادل كمال أحد قيادات هذا التنظيم في كتابه «النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص»، الذي لايزال علي قيد الحياة حتي الآن، وهذا الكتاب يعتبر من أوثق الكتب التي تحدثت عن النظام الخاص، هذا النظام في عصر حسن البنا استمر عامين فقط وانتهي بوفاة البنا،
وكان من نتائجه اغتيال رئيس الحركة و«مؤسس الجماعة» بسبب اغتيال هذا النظام للنقراشي، رئيس وزراء مصر الأسبق، ووقتها تحول الإخوان من جماعة تدير شؤونها في العلن إلي تنظيم يتحكم فيها.
* وهل خلافك مع الجماعة في هذه النقطة تحديدًا دون غيرها، وما موقعك الرسمي في الجماعة الآن؟
- أنا خلافي حددته في عدد من الرسائل بلغ ١٥ رسالة سميتها «رسائل الإصلاح».. وبشكل مختصر وجود هذا التنظيم «الخاص» وشكل وإدارة العمل وبعض الممارسات، وسوف تكون قريبًا ضمن كتاب في السوق، أما عن موقعي فأنا عضو مجلس شوري الجماعة منذ عام ١٩٩٥.
* هل تعرضت بسبب هذه الأفكار لمضايقات من قبل مسؤولي «التنظيم الخاص»؟
- بلا شك تعرضت لمضايقات، منها علي سبيل المثال الحصار الإعلامي والأدبي الذي يمارسه هذا التنظيم علي شخصي، ولكني كنت علي قدر من المقاومة والتفاعل، كثير من الإخوان ممن تعرضوا لما تعرضت له جمدوا موقفهم بعد هذا الحصار، وأشهرهم إسماعيل الهضيبي، نجل المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي، الذي انضم للعمل الإخواني قبل أبيه المرشد الثاني للجماعة بفترة طويلة، وكان أولي له أن يكون مرشدًا عن المأمون الهضيبي، ولكنه استبعد بسبب أفكاره وآرائه.
* النظام الخاص عمليا المفروض أنه انتهي بانتهاء الاحتلال؟
- النظام الخاص للإخوان بشكله القديم هو سبب مصائب الجماعة وهو الذي قتل البنا، عندما قتل النقراشي فكانت عملية اغتيال الشهيد رداً علي ذلك، وهو الذي قام بمحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر، وهذا مؤكد رغم نفي الإخوان لذلك، والشيخ علي نويتو اعترف بذلك، والنظام الخاص الذي عاد قبل سنوات الذي اتحدث عنه هو سبب خراب الجماعة.
* ولكن هذه الاعترافات قد تكون تمت تحت ضغط؟
- هذا غير صحيح.. الاعترافات لم تكن تحت ضغط الشرطة وإنما ضمن تصريحات صحفية.
* ولكن «علي نويتو» نفي هذا الكلام؟
- وكيف ينفيه وهو قاله ضمن وسيلة إعلامية شاهدها الملايين وهي قناة «الجزيرة» ، حتي وإن نفي بعد ذلك، فإذا غابت القيادة فإن التنظيم الخاص يقوم بإدارة الأمور.
* ولكن أشيع عن حادث المنشية أنه دبر، وما قاله الدكتور محمود جامع في روايته الشهيرة من أن عبدالناصر دبر هذه المحاولة؟
- النظام الخاص للإخوان بالفعل حاول قتل الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وأنا أتعجب أن الناس غير متصورة أن يقوم النظام الخاص بمثل ما صنع، رغم أن تفكير هذا النظام مقصور علي التنفيذ بالقوة، فعندما تصورو أن جمال عبدالناصر يمثل حجر عثرة، ليس في وجه الإخوان، ولكن في وجه الإسلام ككل، حاول قتله،
وهذا النظام يمثل إشكالية بين الإخوان وجمال عبدالناصر، رغم أن هناك من الإخوان من دخل وعمل مع جمال عبدالناصر، مثل أحمد كمال أبوالمجد والشرباصي، وعبد العزيز كامل كان يكتب رسائل التربية للإخوان، ولم يكن هناك خلاف بين الإخوان والثورة، فالخلاف كان بين الثورة والتنظيم الخاص فقط، فالدولة كانت ترفض أن يكون هناك تنظيم خاص.
* هل هذا النظام الخاص بشكله الحالي الذي تقول عنه إنه امتداد للنظام الخاص القديم؟
- بلا شك هو امتداد للنظام الخاص السابق، خلافي مع هذا النظام الخاص لأنه يجعل الجماعة برأسين، هذا النظام هو نفس النظام القديم، ولكنه يختلف عنه في أنه غير مسلح، نظام خاص بمفهومه القديم، مجموعات من الإخوان تلتقي في السر.. وسأذكر التفاصيل في كتابي القادم.
* من هم أفراد هذا التنظيم؟!
- ما حدث فعلياً أن عمر التلمساني كان يريد أن تبقي الجماعة بمرجعية ترشد الصحوة الإسلامية، كي يوجد نظام إسلامي عام في مصر، علي غرار الجماعات الإسلامية، دون رفع شعار الجماعة، وخضت أنا انتخابات تحت شعار الصوت الإسلامي ضمن قوائم الإخوان، دون رفع الشعار، حيث كان التلمساني يريد أن يبقي علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية، لذلك دخل في تحالف مع الوفد سنة ١٩٨٤، كما كانت هذه هي وجهة النظر التي بايعناه عليها.
كما أن الإخوان عقدوا في منزلي عدة اجتماعات في هذه الفترة مرة يوم حفل زواجي، ومرة أخري في عقيقة نجلي الأول وكان منهم الشيخ عبدالستار فتح الله وعبدالمعز عبدالستار والمطراوي ولم تكن هذه الشخصيات قيادية، ثم مرة ثالثة عندما أنجبت مولودي الثاني اجتمعوا في منزلي وكان منهم مهدي عاكف المرشد الحالي ومحمد العزباوي ومحمد الشناوي ومحمد عبدالسلام شرف وطه الزيات وحسن عبدالعال،
ولم يكونوا أصحاب مواقع تنظيمية في الجماعة، واستمر التلمساني في تنظيم الجماعة علي أفضل وضع دون وجود تنظيم سري حتي عاد مصطفي مشهور ومعه الناس الذين تم تدريبهم في الخارج في اليمن والكويت وأفغانستان ومنهم محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان والطلاب المبعوثون من الدول الإسلامية، وكان ذلك عام ١٩٨٧ بعدها بدأ التنظيم السري.
* ما الذي حدث بعد عودة مشهور من الخارج؟
- عندما عاد مشهور بكل هذه المجموعة عرفوا أنهم لا يمكن أن يسيطروا لأن واقع الجماعة قد ترسخ مائة في المائة، فبدأوا يجمعون معلومات وافية عن تنظيم الإخوان في مصر وقام هؤلاء بإنشاء شركة سلسبيل، كي يبحثوا طريقة غزو التنظيم وكان كل ذلك من وراء المرشد،
والحقيقة التي لا يعلمها أحد أن هذه المجموعة التي ضمت مشهور ومحمود عزت حالياً، والمتطرفين الذين جاءوا من الخارج كانوا يجمعون معلومات عن التنظيم ووضعوها في شركة «سلسبيل» التي تم الكشف عنها لديروا التنظيم بعيداً عن المرشد العام آنذاك.
* هل كنت عضواً مسؤولاً وقتها؟
- نعم كنت مسؤولاً تنظيمياً ضمن خمسة مسؤولية عن قسم الطلاب، وضمن مسؤولي اللجنة المركزية للاتصال بالمحافظات، كان ذلك عام ١٩٨٩، ففي هذه الفترة اعترض مصطفي مشهور علي تسليمي الأفراد اللي كانوا معي للأستاذ عمر التلمساني، ووقتها لم أعرف أن هناك تنظيمين للإخوان،
رغم أنني مجند للإخوان أصلاً عن طريق الحاج مصطفي مشهور علي أساس أنه وكيل عن الأستاذ عمر التلمساني. لكنه هرب مع عدد كبير منهم محمود عزت وخيرت الشاطر قبل وبعد مقتل السادات مباشرة.
* ولماذا هربت هذه القيادات؟
- لا أعرف كيف هربوا ولكن ما يمكن قوله إنه كان هروباً مشيناً، لأنه لا ينبغي للقيادات أن تهرب بهذا الشكل، المفروض القيادة تتواجد في الميدان حتي اللحظة الأخيرة، وعندي معلومات خطيرة في هذا الشأن، كنت أنا أحد أطرافها لا أستطيع الكشف عنها الآن عن واقعة الهروب وغيرها من الوقائع.
* مَن كان قيادتك المباشرة في ذلك الوقت ومَن الذي هرب؟
- القيادة المباشرة لي كانت الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة الحالي ومسؤوله المباشر مصطفي مشهور ومسؤول مشهور المباشر عمر التلمساني، بالطبع هرب مصطفي مشهور ومحمود عزت، وعمر التلمساني كان في السجن وقتها.
* متي كان هذا الهروب لقيادات الجماعة؟
- هذا الهروب كان قبل اعتقالات ٤ سبتمبر، وطبعاً معروف أن السادات قتل في ٦ أكتوبر، وهناك علامات استفهام كبيرة حول علاقة هؤلاء القيادات بوزارة الداخلية وأجهزة الأمن، وربما يكون حد قال ليهم يهربوا، كل هذا كان مطروحاً، رغم أنني لم أقصر في أي تكليف للإخوان، وأنا كنت مسؤولاً في قسم الطلاب ولم يكن هناك قرار واضح،
أن أترك القسم، هم صحيح بيعملوا اجتماعات من ورايا، لكن لم يصدر قرار بفصلي، وانتقلت لقسم المهن وأديت فيه سنة ١٩٩٥، وأنشأت نقابة من الصفر أسمها نقابة المهن العلمية ومسؤول عن إخوان نقابة العلميين، وكنت مسؤول بقسم الاتصال الخارجي مع الأستاذ محمد مهدي عاكف، مرشد الإخوان الحالي، لكي نعلم الناس كيف ينشؤون أقساماً في الجامعات وقمنا بزيارات عديدة إلي دول العالم، وكنت مسؤولاً عن الوافدين المصريين في مدينة نصر كلها، إلي أن تم اعتقالي في ١٩٩٥ المعروفة وقضية النقابات، لماذا لم ترسل رسائلك آنذاك للإصلاح كما تقول للقيادات؟
أرسلت رسالة لمصطفي مشهور ضمن ١٥ رسالة تفصيلية للإصلاح، أرسلتها لمكتب إرشاد الجماعة للأسف تعامل مع هذه الرسائل بقدر كبير من الإهمال، وقد شاركت في وضع رؤية للعمل الإخواني ضمن عشر سنوات مقبلة في هذه الدراسة وأنشأت لجنة في ذلك ولم يجعلوني رئيساً، بعد ما خرجت من السجن، كان بموجبها يمكن أن تكون الإخوان أكثر حيوية مما هي عليه الآن ولكن لم ينفذ منها شيء، وهذا ضد تفكير النظام السري للإخوان، عشان يفضل قابض علي الأمور كلها، حتي لا تخرج قيادات فعلية، لازم تمارس عليه، عملية إضعاف، حتي وإن كان خطيب مسجد ومعاه جمهور، فيقومون بتهميشه تنظيمياً، تفكير الشخص الواحد والقائد الواحد.
* ولكن انقطعت مسؤوليتك التنظيمية بعد ذلك؟
- لم تنقطع مطلقاً وأنا مازلت مسؤولاً في نقابة العلميين حتي الآن، ولكن بقية الأقسام الفنية «السرية الآن» أرفض الاجتماع بهم، لأن الذي علمته أن لجان سرية للإخوان، أو بالتحديد تابعة لهذا النظام الخاص، غير اللجان الإخوانية المعروفة، تقوم بتكليف اللجان الإخوانية المعلنة، وأنا شخصياً تعرضت لذلك، عندما فوجئت بمن يعطني أوامر وتكاليفات قال عنها إنها سرية، فهذه طريقة عمل سيئة، تجاوزها الزمن بكثير لأن الأعضاء انتخبوك علي هذا، لا ينفع قانوناً أو أخلاقياً،
لابد أن يكون عملك لهؤلاء الأعضاء فقط وهذا ما لم يحدث من قبل الإخوان في هذه النقابات، فأنت في أي مؤتمر في نقابة الأطباء تشوف نسبة الأطباء كام، وهذا قمة الفشل، وهو فشل مهني ذريع، والأمن علي الأبواب بيكون عارف، ده إخواني من شرق وده من إخوان الجيزة وغيره، تجربة الإخوان في النقابات هتخرج برضه في كتاب ضمن كتاب قريباً
المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠٠٨ عدد ١٥٠٣ عن خبر بعنوان [ عبدالستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة: «٢ - ٢» الإخوان «ورقة» تستخدمها الدولة.. وعددهم لا يتجاوز ١٠٠ ألف بـ«المتعاطفين معهم» ] حوار أحمد الخطيب - منير أديب ٢٥/٧/٢٠٠٨
يواصل الدكتور عبدالستار المليجي شهادته، كما يقول، للرأي العام من خلال «المصري اليوم» ليكشف أسراراً أكد أنه طالما أبلغها للمرشد العام للتحقيق فيها، لكن دون جدوي.
المليجي يكشف في الجزء الثاني من الحوار عن أن بعض القيادات الإخوانية تستخدم «أسماء مستعارة» للهجوم علي آخرين، منها مثلاً ما كتب باسم زهراء بنت المهندس خيرت الشاطر عندما هاجمته في موقع «إخوان أون لاين»، وقال أرسل الشاطر لابنته يلومها علي الرسالة فقالت له عمو محمود عزت هو الذي كتبها وطلب أن أضع اسمي عليها.
وأضاف «الكذب يملأ الجماعة الكل يكذب ليل نهار» فضلاً عن شن حملة تشويه بـ«التهمة الجاهزة» لأي معارض، وهي أنه «يتبع الأمن».
لم يقف المليجي عند التطرق إلي بعض سمات الجماعة، ولكنه كشف عن معلومات وصفها بالـ«خطيرة»، عن التمويل وطريقة الحصول عليه، وكيف يتم السطو عليها من قبل قيادات الجماعة رغم أنها تعلم أن هذه الأموال في حقيقتها «صدقات».
.. الحوار مليء بالمعلومات التي قد يكشف عنها لأول مرة من قيادي يعمل في التنظيم علي غير العادة.. فإلي نصه:
* بداية أنت مهمش الآن داخل الجماعة، ومنذ فترة يقول «الإخوان» إنك بعيد عن المواقع التنظيمية فما ردك؟
- أنا لم يهمشني أحد أنا معي شهادة من قبل الأجهزة الأمنية في محكمة عسكرية بأنني أدير جماعة الإخوان علي خلاف القانون فكيف يهمشني الآخرون من داخل الجماعة ويصفونني مثلا بأنني لست إخوانياً.
* ولكن المرشد عاكف قال إنه لا يعرف أحداً اسمه السيد عبدالستار المليجي؟
- هذا غير صحيح لأنه قال «كلام حلو» في حقي وقال إنه اشتغل معي وقال إنني كفء، عندما عملت معه في قسم الطلاب، وأنا أشكره علي هذا، وقال أيضاً إن موقفي في المحاكمات العسكرية أغضب الإخوان، رغم أن رسالتي محورها «أموال الإخوان من أين وإلي أين»، وكنت قد أرسلتها قديما من قبل المحاكمات العسكرية، وضبطتها مباحث أمن الدولة في منزل أحد قيادات الإخوان أثناء احتفاظه بها في منزله، وتم نشرها في الأهرام.
* ولكن الزهراء خيرت الشاطر انتقدتك علي الموقع الرسمي للجماعة بسبب هذه الرسالة؟
- للأسف الزهراء لم تنتقدني كما يظن البعض، ولكن الذي قام بتوجيه هذه الانتقادات هو الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة، لأن خيرت الشاطر أرسل يلوم ابنته علي هذه المقالة، فقالت له أنا لم أكتب هذه المقالة ومحمود عزت هو من كتبها، وطلب أن أضع اسمي عليها.
* البعض كان يشير بشكل خفي إلي أنك تتعامل مع الأجهزة الأمنية؟
- هذا كلام غريب ولم يحدث بالطبع وهو اتهام جاهز لكل من يختلف مع أحد من القيادات في الإخوان، بل عندما تتأمل تجد أن التنظيم الخاص كان أكثر نقاط الاختراق للجماعة، مثلاً الحاج مصطفي مشهور حمل كل أوراق الإخوان ومشي في شارع كان لا يجب أن يسير فيه، وبالتالي عرف كل شيء عن الإخوان بسبب هذا الخطأ، وفي سلسبيل كان نفس الأمر، حيث تتبعتهم مباحث أمن الدولة من خلالهم وهم يجمعون المعلومات، ثم قبضت عليهم، وكانت بمثابة الكنز لهذه الأجهزة، وهم دائماً فشلة،
وعندما دبروا لاغتيال جمال عبدالناصر فشلوا، ولما «العيال» الصغيرة بتوع الجماعة الإسلامية حاولوا اغتيال السادات نجحوا، لأنه كان هناك فرق في الأداء، حتي الأداء الإجرامي هم ليسوا «شاطرين» فيه، ولا حتي الأداء التنظيمي، ولا لديهم كفاءات كبيرة، فهو ادعاد أكثر منه حقيقة، والشيء الذي يستخدمونه لتجنيد أفراد جديدة هو تشويه سمعة الآخرين، كما أن الكذب لديهم مباح، لأنه بيقولك في سبيل الله، وهم يقولون ذلك في حق، فكثيرا ما أسمع سباباً من هذه القيادات، وبعضهم كان يكتب عنا تقارير في السجن ويرسلها للقيادات، ولما خرجت من السجن وجدت كل الوجوه مكشرة لي بسبب هذه التقارير الكاذبة.
* قلت إن الدكتور محمد حبيب «مجرد ديكور».. ورغم كونه نائب المرشد.. فإن الآخرين هم الذين يقودون.. ماذا تعني بذلك؟
- نعم، هذا صحيح، لأن حبيب رجل محترم، ولكن ليست لديه عزوة إخوانية.
* ولكن حبيب كان مسؤول المكتب الإداري في أسيوط بالصعيد؟
- محمود حسين أزاح محمد حبيب، لأن الأخير دمياطي والأول أسيوطي، مع أن المعروف أن حسين لم يعش في أسيوط وهو من مواليد فلسطين، لأن والده الأسيوطي هاجر إلي فلسطين في العشرينيات، وأنجب أولاده جميعاً هناك، ولم يعد حسين إلي أسيوط إلا بعد حصوله علي الثانوية العامة من غزة، وفي هذا الوقت كان حبيب يقود عملاً إسلامياً ملموساً في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط وعندما اشتكي حبيب للتملساني من منافسه حسين في أسيوط طيب التلمساني خاطره، وقال له تعالي اشتغل معانا في مكتب الإرشاد.
* البعض يذكر أنك تعرضت لمضايقات داخل السجن بسبب خلافاتك الدائمة مع قيادات الجماعة داخل السجن؟
- الخلافات الدائمة كانت بين محمد السروي ومحمود عزت، وهما من كانا يكتبان تقارير دائماً في الإخوان من داخل السجن.
* وما أبرز انتقاداتك التي وجهتها حول أموال الإخوان؟
- أنا بالفعل انتقدت أموال الإخوان في رسالة «أموال الإخوان من أين وإلي أين» والتي أرسلتها لمكتب الإرشاد وطالبت بأن نعرف منافذ صرف هذه الأموال.
* ومن أين تأتي هذه الأموال؟
- هي مجرد تبرعات تأتي من الداخل والخارج، والتنظيم السري يقول لن نعلن عنها من أجل الحصار الأمني، وأنا أطالبه بأن يعلن ميزانية ويشارك فيها مجلس شوري الإخوان بالقبول أو الرفض، لنعرف أين تصرف، فالمفروض مجلس شوري الإخوان يكون من صلاحياته أن يعطي ضوءا أخضر لإنفاق هذه الأموال، لأن هناك أناساً فقراء جدا في الإخوان، وأصبحوا فجأة أغنياء، وليس لديهم قدرات، واتضح أنهم بيحصلوا علي فلوس التبرعات ليعملوا بيها استثمارات، وفور وفاة الشخص، الفلوس بتضيع علي الإخوان، لأن أولاده بيورثوها والقيادات الأمنية قامت بالقبض علي الكثير من الإخوان، وأخذت فلوس الكثير، مثلما قبضت علي أحد الإخوان وأخدت من خزانته ٢٧٠ ألف دولار و٢٠٠ ألف جنيه عند آخر ولذلك أنا أتساءل كيف تدار الحركة المالية داخل الجماعة، وكيف يتم التعامل مع التبرعات التي تأتي للإخوان، خاصة أن هناك متدينين يتبرعون للصدقة وليست كل هذه التبرعات من أموال الإخوان، فالمتعاطفون الذين يتبرعون كثيرون، فبالتالي من حق الناس معرفة أوجه إنفاق هذه الأموال وفقراء الإخوان لا أحد يسأل عنهم،
والتنظيم السري بياخد الأموال، الدكتور محمد سعد الكتاتني، مسؤول الكتلة البرلمانية للإخوان أنشأوا له مركزاً علمياً في المنيل فور وصوله من الخارج وتم إنشاء شركة كمبيوتر له، لأنه «متظبط» من الخارج ضمن مجموعة التنظيم السري، بينما المسؤول عن المحافظة كلها الشخص الكبير الدكتور علي عمران فقير ولا يجد أي مساندة، فهذه الأموال تستخدم للإفساد التنظيمي داخل الإخوان، وكل هذا حرام شرعاً.
* معني هذا أن هناك لغزاً كبيراً في الأموال حتي داخل التنظيم نفسه.. فضلاً عن سؤال الرأي العام الدائم عن حجم هذه الأموال ومصدرها؟
- الإخوان تستطيع أن تطلق عليهم ظاهرة «أندر كنترول»، أي تحت الضبط الحكومي، فالإخوان ليسوا فاعلا، ولكنهم مفعول به والدولة تستخدمهم كورقة، فالإخوان ورقة سياسية تستخدمها الدولة في الوقت المناسب وتحرقها في الوقت المناسب، ولذلك يرفضون التقدم بإنشاء جمعية كي لا تحدد مصارف الأموال، وهذه طبيعة النظام الخاص، لا يريد أي رقابة تمنح وتمنع، والنائب الأول للمرشد محمد حبيب يؤكد أنه أشرف علي انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، وهذه طبيعة السرية داخل هذا التنظيم،
مع العلم بأن الإخوان ليسوا علي دراية بهذه الانتخابات تماما ولا توجد أصلاً كشوف ناخبين ولا أحد يترشح، ولا توجد أي آلية ولا حد يعرف مواعيد الانتخابات، وفي انتخابات مجلس الشوري في ١٩٩٥، كان قد نجح ٥٠ عضو مجلس شوري وفجأة تمت إضافة ٣٠ آخرين ولما سألنا عن هؤلاء الثلاثين قالوا لنا إن هؤلاء كانوا أعضاء بمكتب الإرشاد، وبالتالي من حقهم المشاركة في التصويت والاجتماع مع مجلس شوري الجماعة.
* ولماذا لم تظهر انتقاداتك هذه في وقتها؟
- لأنني شاري الإخوان لحد وقت متأخر، وأحاول أن أصلح من الداخل، ومش لازم كل حاجة أعلنها، ويهمني جموع الإخوان التي لا تعرف، لأنها هي التي تحمي الإخوان وتتبرع لها.
* ولكنك مازالت تنتمي للإخوان؟
- نعم، وسأبقي حتي لو عملت جمعية جديدة اسمها الإخوان المسلمين.
* ما فكرة الجمعية التي ترغب في الإعلان عنها بديلا لوجود تنظيم الإخوان؟
- الفكرة أن وجود التنظيم بشكله الآن غير شرعي وغير قانوني، ويستحيل بعد هذه السن والوضعية الاجتماعية أن أتعامل علي خلاف القانون، فكيف أطالب بدولة مدنية وبعد ذلك أتعامل علي خلاف القانون، لابد من اكتساب القانونية، ومن هنا كانت فكرة إنشاء الجمعية حتي يكون هناك وجود شرعي.
* وهل تعتقد أن الدولة ستوافق علي ذلك؟
- ليس بالضرورة أن توافق الدولة، ولكن عليك أن تتقدم، وفي حال رفضها توضح عوار الدولة، ولا تقول أنا لو قدمت الدولة هترفض، لو أردت أن تمارس السياسة فطريقك الحزب السياسي ولا تقول إن اللجنة الموجودة أنا مش راضي عنها، لأن ذلك ليس من سلطتك، ولكن من سلطة مجلس الشعب، ولابد أن تقدم علي حزب، وكيل مؤسسين وألف عضو معاه وبرنامج من خمس ورقات، وتقدم للجنة التي تقول رأيها،
وأذكر أنني اختار الاسم اللي عاوزه، وطالما أنت الذي لم تتقدم لإنشاء حزب إذن أنت المخطئ ، وأذكر أنني قدمت قبل ذلك لحزب سياسي، وعملت مشكلة مع حزب الوسط وتراجعت عن إنشاء الحزب ولذلك كان البديل هو الجمعية الخيرية، وسوف أتقدم بها خلال هذا العام، وهذه الفكرة تروق للكثيرين من الإخوان، وإن كان الإخوان غير معتمدين علي هذا الشكل من ٣٥ سنة، حيث لا توجد عقلية سياسية لدي الإخوان، فهم يظنون أنهم يحملون راية الإسلام بمفردهم.
* وأين محمد مهدي عاكف من كل هذا؟
- ليس بيده إدارة الأمور في الجماعة فمحمود عزت، أمين عام الجماعة، وصبري عرفة ومحمود غزلان، هم العناصر بارزة العداء لما هو مألوف في الإخوان، وهي التي تقود.
* ولماذا أنت تصر علي العمل مع الإخوان رغم استبعاد الجماعة لك من العمل العام؟
- أنا لجأت للعمل من خلال الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية، لأنني قلت للإخوان أنتم لا تعملون شيئاً، وكنا علي عهد بأنهم يعاونون كفاية ويدعمون وقفاتها الاحتجاجية، علي سبيل المثال، لكنهم استصغروا حجمها واستقلوا بها حتي حدثت المحاكمات العسكرية فقالوا إن كفاية لا تقف معهم، فكيف تطلب منهم ذلك وأنتم أول من تخلي عنهم، ورغم ذلك كتبت حركة كفاية أكثر من بيان تندد فيه بالمحاكمات العسكرية تفضلا منها، وكان من حقها أن تسكت، والغريب أن الإخوان قاموا بتشكيل جبهة أخري مثل كفاية سموها الجبهة الوطنية «المهلبية» وفشلت فشلا ذريعا.
* ولماذا لم يشاركوا مع كفاية ولم يدعموها؟
- كانت حجة الإخوان أن هذا التشكيل سيسحب بساط الحركة المصرية من تحت أقدام الإخوان وأنت تنظيم كلاسيكي راكد لا تنسحب، أصرف من عندك شوية ناس عشان يساندوا الحركة، وكان الإخوان يقولون عن كفاية إنهم شوية عيال ولا توجد أحزاب ومفيش حد في مصر غيرنا، وهذا وضع صغير وغير عادل.
* وكم عدد الإخوان في تقديرك وأنت أحد قيادات هذا التنظيم؟
- علي غير ما يتوقع الناس فالإخوان لا يتجاوز عددهم الـ ١٠٠ ألف بالمحبين والمتعاطفين وجيران المحبين والمتعاطفين والإخوان العاملون لا يتجاوز عددهم ٥ آلاف إخواني منهم ٨٥ أعضاء في مجلس الشوري، وهناك أكثر من عشر محافظات لا يوجد بها إخوان أصلاً، والجماعة تروج أن عددها كبير، وهذا غير حقيقي، وعندما تكون هناك مظاهرة في ميدان التحرير يأتي لها من أربع محافظات فيظهر أن عددهم كبير وهو ما تفعله الجماعة.
* ألا تري أن كلامك هذا ينهي علاقتك بالإخوان كتنظيم؟
- هذا غير صحيح، لأنني مع الإخوان كقواعد وأدافع عنهم واستخلص حقوقهم من اللي أخذوها وضد التنظيم الخاص السري الذي نحا بالجماعة هذا المنحي وأدخلها هذه المتاهات، وهو تنظيم محظور وأموال مأخوذة وقيادات في السجن، وهذه نهاية لا يمكن أن نتصورها.
* عودة للمقالة التي وضع محمود عزت اسم الزهراء خيرت الشاطر عليها وكانت تحمل انتقادات لك، هل الإخوان يلجأون لمثل هذه الوسيلة من التعامل؟
- نعم يلجأون لهذه الوسيلة وليت الأمر يقتصر علي المقالات، بل يتطور إلي كتب يضعون عليها أسماء غيرهم، مثل كل كتب التربية الموجودة الآن، ومثل كتب التربية المكتوب علي بعضها سعيد جمعة رغم أن مفيش حد اسمه سعيد جمعة في الأساس، وهذه كلها أساليب رخيصة.
* وما رأيك في برنامج حزب الإخوان؟
- أولاً هذا البرنامج كان لابد أن يعرض علي مجلس شوري الجماعة، حيث يعتبر الجهة المعنية بالنظر في مثل هذه القضايا وليست المكاتب الإدارية، لأنه عارف مجلس الشوري ده لو اجتمع لن يوافق علي ما يطرح، فبالتالي هو بيتعامل بسياسة «اللي تغلبه العب به»، فبالتالي يتخطي اللائحة ويغير فيها ما يريد وتفاجئ وأنت تجري عملية انتخابية أنها تمت علي غير ما تريد، وغندما تقول ليه كده، يقول أصل اللائحة تغيرت، ومن اللي غيرها يقولك الإخوان، كلمة مبهمة.
* كيف أجريت انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة؟
- ليس لدي علم بذلك، رغم أنني عضو مجلس شوري، والنظام السري في الجماعة لا يصلح معه أن تكون هناك انتخابات، وهو ليس في حاجة لانتخابات، لأن الإخوان لديهم من الأعراف الكثير، ولكن الأعراف تلفظ العمل السري الخاص، علي طريقة النظام الخاص الذي أربك الجماعة علي مدار التاريخ، ولذلك هو يجد في الوقت الحالي فرصة له أفضل، ويبحث عن مشروعية غير حقيقة.
* وكيف تقيمّ آداء ونتائج جماعة الإخوان المسلمين بعد هذا العمر المديد؟
- الجماعة عندما أنشأها مؤسسها الأول حسن البنا كانت تريد إقامة الخلافة الإسلامية سنة ١٩٢٨، رغم أن الإمام الخميني أنشأ دولته في عشر سنوات فقط، وهذه قدرة علي الإنجاز، وأصبحت إيران أقوي دولة إسلامية علي الإطلاق حربياً وتكنولوجياً واقتصادياً، وتقف أمام أمريكا الآن، ومنظمة صغيرة اسمها حزب الله هزمت إسرائيل، هذه نماذج الحركة الإسلامية علي مختلف ألوانها وأطيافها، مانديلا في جنوب أفريقيا أنجز مشروعه السياسي في أقل من عشر سنوات، ورغم سجنه لسنوات طويلة، استطاع أن ينجز مشروعه بخلاف الإخوان الذين لهم الآن ثمانون عاماً بلا شيء، المحصلة النهائية أننا فشلنا.
* لكن لا تنس الضغوط الأمنية والسياسية؟
- الضغوط الأمنية التي كانت تمارس علي الخميني أضعاف ما كانت تمارس علينا، ورغم ذلك نجح نجاحاً كبيراً، وما يمارس علي حزب الله أضعاف ما يمارس ضدنا، وأنا نظرتي للداخل جديدة الآن، لأنني مؤمن بأن الوضع القائم كان السبب، ومن أهم سلبيات التنظيم الخاص، أن الإخوان غُيبوا عن المشاركة في جميع المشروعات القومية الوطنية، منذ اغتيال الشهيد حسن البنا قامت الثورة ولم نشترك في مشروعها القومي، وأصبحنا أعداءها.
* ولكن الإخوان اختلفوا مع الثورة وبالتالي من الطبيعي ألا يشاركوا في مشروعها القومي..؟
- الحروب الضخمة التي خاضتها مصر كلها لم يشارك فيها الإخوان بدءاً من (٥٦ و٦٧ و٧٣ لم يشارك فيها الإخوان، ولم تكن هناك مشاركة في أي مشروع قومي، والمثال عندك ٥٠٠ طالب الآن حصلوا علي قرارات فصل من طلبة الإخوان، وكل ده لأن النظام الخاص يفرض عليك أن تضع إستيكر مكتوباً عليه الإخوان المسلمين، وهذا يعني أنك تخلق عداءً بين الطالب والجامعة، وبعد كده يروح الطلاب يعملوا قضايا ضد أساتذتهم، طب فين «كاد المعلم أن يكون رسولاً»، وهل الحق السياسي في الاتحاد يساوي هذه الإشكالية الضخمة؟!
في النهاية نحن لم نشارك في المشروعات القومية ولم نحقق مشروعنا نتيجة لالتزمنا بتفكير التنظيم الخاص بهذه الطريقة والإدارة، والخلاصة نحن نمر الآن بالنكبة الرابعة، فهذا التنظيم يسعي لإشاعة الفرقة بين صف الإخوان.
الدكتور السيد عبدالستار المليجي، عضو مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين، أحد قيادات الجماعة، علي مدار ٢٠ عامًا، - حسب قوله- تبوأ خلالها العديد من المواقع التنظيمية التي أهلته لمعرفة أسرار الجماعة وأسرار العمل بها،
حيث كان مشرفًا علي المركز العلمي للبحوث والدراسات، الذي يدير الجزء العلمي داخل الإخوان، وكان هدفه جمع العناصر الأدبية والعلمية لإنجاز بحوث ودراسات، كما كان مسؤولاً عن تنظيم دورات لرفع المستوي المهني للقيادات الشابة للجماعة،
وكان من بين مسؤولي اللجنة المركزية داخل الجماعة للاتصال بالمحافظات.. المليجي- كما يقول- تعرض لمحاولة تهميش في الفترة الأخيرة بعد أن اكتشف أن داخل الجماعة «تنظيمًا خاصًا» لا يعرفه جموع الإخوان، يسيطر علي الأموال وعلي صناعة القرار دون أن يعرف ذلك حتي أعضاء مكتب الإرشاد، ويقوده محمود عزت.
رفض المليجي في الحوار مع «المصري اليوم» الكشف عن أسرار قال عنها إنها ستهز «الرأي العام»، الذي لا يعرف حقيقة تنظيم الإخوان المسلمين قائلاً: «سأرويها في كتاب سيخرج إلي النور قريبًا».. عن العلاقات المشبوهة لبعض القيادات ببعض الأجهزة الأمنية، وعن أسرار الأموال التي يتلقاها التنظيم الخاص من الخارج والداخل.
المليجي طلب من «المصري اليوم» إجراء حوار معه وحضر إلي مقر الجريدة ومعه العديد من الأوراق والمستندات الدالة علي كلامه - حسب قوله - من أجل كشف بعض الأسرار.. وعندما سألناه عن السبب وراء كشف هذه المعلومات، ولماذا كان يحجبها طوال الفترة الماضية
قال: «كنت أعتقد أن المرشد العام سيعمل علي ضرب هذا النظام الخاص والفساد، حيث سبق لي أن أرسلت عدة رسائل وكتبت عدة مذكرات له، كشفتُ فيها عن معلومات كان يجب التحقيق فيها، لكن هذا لم يحدث وهو ما دعاني لكشف كل ذلك أمام الرأي العام وفي الكتاب المرتقب وإلي نص الحوار:
* ما حكاية التنظيم الخاص الذي تتحدث عنه.. وهل تقول ذلك لأنك مختلف مع قيادات الجماعة، وتم تهميشك فيها مؤخرًا؟
- كنت أعمل داخل الإخوان كقيادي، وكنت مسؤولاً عن تجنيد الأفراد وضمهم للتنظيم وقيادته، المتمثلة آنذاك في المرشد الراحل عمر التلمساني، وفي إحدي المرات سلمت مجموعة من الأفراد الجدد للمرشد التلمساني علي اعتبار أنه المرشد إلا أنني فوجئت بمصطفي مشهور ينتقدني لأنني سلمت هؤلاء للتلمساني ولم أسلمهم له، فعلمت أن داخل الجماعة مجموعة تعمل لحسابها وتعمل علي إدارة التنظيم بشكل معين، وعندها توقفت أمام هذا التصرف، ولكن لم يخطر علي بالي أن هناك قبضة لبعض القيادات علي الجماعة.
* لكن شهادتك الآن «مجروحة»، خاصة أنك علي خلاف مع قيادات الجماعة؟
- أنا لست علي خلاف مع عموم الإخوان المسلمين، ولكن الخلاف محدود مع التنظيم السري الخاص الذي عاد من جديد لامتلاك مقدرات الجماعة بأساليب غير إخوانية، وكنت أتصور أن الجماعة تخلصت من هذه الأساليب، ففوجئنا بمن يتصرف من وراء قيادة مرشد الإخوان الثالث عمر التلمساني،
فمنذ عام ١٩٨٩ بدأت متاعبي مع فريق التنظيم السري القديم للجماعة الذي جمع لأفراده أعضاء جددًا، أثناء سفر الحاج مصطفي مشهور خارج مصر، وهم من الطلبة المبعوثين إلي الخارج في أوروبا وأمريكا ومن الإخوان المغتربين في السعودية والخليج واليمن، وعمد النظام الخاص إلي بتجنيد هؤلاء في كل موقع،
وأغلب من كان يقوم بهذا الدور أعضاء التنظيم الخاص «قديمًا» سواء كانوا من مجموعة ٥٤ أو ٦٥، وعلي رأسهم الأستاذ محمد البحيري في اليمن، الذي كان يمثل محطة التدريب الأساسية، من خلال عملهم كمبعوثين. واختلافي فقط مع القيادات التي تريد أن تحيي في الجماعة نظام العمل السري الخاص، بينما هناك وجهة معلنة ليس لها علاقة باتخاذ القرار،
وهذا الشكل أضر بجماعة الإخوان المسلمين ضررًا بالغًا، ثانيا أكن الاحترام الشديد للإخوان في الخاص أو في العام، كأفراد، ولكن أرفض أن تقوم مجموعة منهم من وراء القيادة بعمل تنظيم، هذا هو الموقف الذي يمكن أن أعترض عليه، وهذا التنظيم طول عمره في صراع مع الجماعة، وبدأ التنظيم عمله فعليا مع إدارة الحاج مصطفي مشهور للجماعة أثناء مرض مرشد الإخوان الرابع محمد حامد أبو النصر.
* هل ممكن تعريفنا علي هذه المجموعة الخاصة وملامحها؟ وهل هي مسلحة؟
- فكرة التسلح انتهت إلي الأبد من الإخوان، ولكن الفكر الإداري لم يتغير، وهذا هو جوهر التنظيم الخاص، بحيث يعمل الجزء الأكبر من الجماعة تحت الأرض، وقليل منهم من يعمل فوق الأرض، وهذا هو سبب الإشكال مع كل الحكومات المتعاقبة،
لأن هذه الحكومات ترفض مطلقًا أن يكون هناك عمل بشكل سري وخاص، وأيضًا بالدور الذي يؤديه الكيان حيث يتسم بالغموض، وشكل الممارسة لهذا التنظيم أيضًا، والحكومات مستفيدة من ذلك لأنها تريد أن تبقي الإخوان بهذا الشكل حتي تستطيع أن تتعامل مع الجزء السري وليس مع الجزء العلني، علي غير ما يفهم الناس.
* تاريخيا متي بدأ التنظيم الخاص القديم أو الجديد؟
- بدأ مع حسن البنا في الأربعينيات وكانت له أهداف في ذلك، منها حماية المؤتمرات الجماهيرية للجماعة، وكان مع ذلك متسقًا مع البيئة العامة وقتها، لأن كل حزب كان له ميليشيا وهو ما يسمي «لجنة نظام»، عبارة عن تدريب عقلي، وكانت وقتها الأسلحة منتشرة في مصر، وعندما قام ببعض عمليات الاغتيال دون إذن القيادة، التي كان آخرها اغتيال النقراشي تبرأ منهم المؤسس الشيخ حسن البنا،
وقال: «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، وهذا يجسده أحمد عادل كمال أحد قيادات هذا التنظيم في كتابه «النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص»، الذي لايزال علي قيد الحياة حتي الآن، وهذا الكتاب يعتبر من أوثق الكتب التي تحدثت عن النظام الخاص، هذا النظام في عصر حسن البنا استمر عامين فقط وانتهي بوفاة البنا،
وكان من نتائجه اغتيال رئيس الحركة و«مؤسس الجماعة» بسبب اغتيال هذا النظام للنقراشي، رئيس وزراء مصر الأسبق، ووقتها تحول الإخوان من جماعة تدير شؤونها في العلن إلي تنظيم يتحكم فيها.
* وهل خلافك مع الجماعة في هذه النقطة تحديدًا دون غيرها، وما موقعك الرسمي في الجماعة الآن؟
- أنا خلافي حددته في عدد من الرسائل بلغ ١٥ رسالة سميتها «رسائل الإصلاح».. وبشكل مختصر وجود هذا التنظيم «الخاص» وشكل وإدارة العمل وبعض الممارسات، وسوف تكون قريبًا ضمن كتاب في السوق، أما عن موقعي فأنا عضو مجلس شوري الجماعة منذ عام ١٩٩٥.
* هل تعرضت بسبب هذه الأفكار لمضايقات من قبل مسؤولي «التنظيم الخاص»؟
- بلا شك تعرضت لمضايقات، منها علي سبيل المثال الحصار الإعلامي والأدبي الذي يمارسه هذا التنظيم علي شخصي، ولكني كنت علي قدر من المقاومة والتفاعل، كثير من الإخوان ممن تعرضوا لما تعرضت له جمدوا موقفهم بعد هذا الحصار، وأشهرهم إسماعيل الهضيبي، نجل المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي، الذي انضم للعمل الإخواني قبل أبيه المرشد الثاني للجماعة بفترة طويلة، وكان أولي له أن يكون مرشدًا عن المأمون الهضيبي، ولكنه استبعد بسبب أفكاره وآرائه.
* النظام الخاص عمليا المفروض أنه انتهي بانتهاء الاحتلال؟
- النظام الخاص للإخوان بشكله القديم هو سبب مصائب الجماعة وهو الذي قتل البنا، عندما قتل النقراشي فكانت عملية اغتيال الشهيد رداً علي ذلك، وهو الذي قام بمحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر، وهذا مؤكد رغم نفي الإخوان لذلك، والشيخ علي نويتو اعترف بذلك، والنظام الخاص الذي عاد قبل سنوات الذي اتحدث عنه هو سبب خراب الجماعة.
* ولكن هذه الاعترافات قد تكون تمت تحت ضغط؟
- هذا غير صحيح.. الاعترافات لم تكن تحت ضغط الشرطة وإنما ضمن تصريحات صحفية.
* ولكن «علي نويتو» نفي هذا الكلام؟
- وكيف ينفيه وهو قاله ضمن وسيلة إعلامية شاهدها الملايين وهي قناة «الجزيرة» ، حتي وإن نفي بعد ذلك، فإذا غابت القيادة فإن التنظيم الخاص يقوم بإدارة الأمور.
* ولكن أشيع عن حادث المنشية أنه دبر، وما قاله الدكتور محمود جامع في روايته الشهيرة من أن عبدالناصر دبر هذه المحاولة؟
- النظام الخاص للإخوان بالفعل حاول قتل الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وأنا أتعجب أن الناس غير متصورة أن يقوم النظام الخاص بمثل ما صنع، رغم أن تفكير هذا النظام مقصور علي التنفيذ بالقوة، فعندما تصورو أن جمال عبدالناصر يمثل حجر عثرة، ليس في وجه الإخوان، ولكن في وجه الإسلام ككل، حاول قتله،
وهذا النظام يمثل إشكالية بين الإخوان وجمال عبدالناصر، رغم أن هناك من الإخوان من دخل وعمل مع جمال عبدالناصر، مثل أحمد كمال أبوالمجد والشرباصي، وعبد العزيز كامل كان يكتب رسائل التربية للإخوان، ولم يكن هناك خلاف بين الإخوان والثورة، فالخلاف كان بين الثورة والتنظيم الخاص فقط، فالدولة كانت ترفض أن يكون هناك تنظيم خاص.
* هل هذا النظام الخاص بشكله الحالي الذي تقول عنه إنه امتداد للنظام الخاص القديم؟
- بلا شك هو امتداد للنظام الخاص السابق، خلافي مع هذا النظام الخاص لأنه يجعل الجماعة برأسين، هذا النظام هو نفس النظام القديم، ولكنه يختلف عنه في أنه غير مسلح، نظام خاص بمفهومه القديم، مجموعات من الإخوان تلتقي في السر.. وسأذكر التفاصيل في كتابي القادم.
* من هم أفراد هذا التنظيم؟!
- ما حدث فعلياً أن عمر التلمساني كان يريد أن تبقي الجماعة بمرجعية ترشد الصحوة الإسلامية، كي يوجد نظام إسلامي عام في مصر، علي غرار الجماعات الإسلامية، دون رفع شعار الجماعة، وخضت أنا انتخابات تحت شعار الصوت الإسلامي ضمن قوائم الإخوان، دون رفع الشعار، حيث كان التلمساني يريد أن يبقي علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية، لذلك دخل في تحالف مع الوفد سنة ١٩٨٤، كما كانت هذه هي وجهة النظر التي بايعناه عليها.
كما أن الإخوان عقدوا في منزلي عدة اجتماعات في هذه الفترة مرة يوم حفل زواجي، ومرة أخري في عقيقة نجلي الأول وكان منهم الشيخ عبدالستار فتح الله وعبدالمعز عبدالستار والمطراوي ولم تكن هذه الشخصيات قيادية، ثم مرة ثالثة عندما أنجبت مولودي الثاني اجتمعوا في منزلي وكان منهم مهدي عاكف المرشد الحالي ومحمد العزباوي ومحمد الشناوي ومحمد عبدالسلام شرف وطه الزيات وحسن عبدالعال،
ولم يكونوا أصحاب مواقع تنظيمية في الجماعة، واستمر التلمساني في تنظيم الجماعة علي أفضل وضع دون وجود تنظيم سري حتي عاد مصطفي مشهور ومعه الناس الذين تم تدريبهم في الخارج في اليمن والكويت وأفغانستان ومنهم محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان والطلاب المبعوثون من الدول الإسلامية، وكان ذلك عام ١٩٨٧ بعدها بدأ التنظيم السري.
* ما الذي حدث بعد عودة مشهور من الخارج؟
- عندما عاد مشهور بكل هذه المجموعة عرفوا أنهم لا يمكن أن يسيطروا لأن واقع الجماعة قد ترسخ مائة في المائة، فبدأوا يجمعون معلومات وافية عن تنظيم الإخوان في مصر وقام هؤلاء بإنشاء شركة سلسبيل، كي يبحثوا طريقة غزو التنظيم وكان كل ذلك من وراء المرشد،
والحقيقة التي لا يعلمها أحد أن هذه المجموعة التي ضمت مشهور ومحمود عزت حالياً، والمتطرفين الذين جاءوا من الخارج كانوا يجمعون معلومات عن التنظيم ووضعوها في شركة «سلسبيل» التي تم الكشف عنها لديروا التنظيم بعيداً عن المرشد العام آنذاك.
* هل كنت عضواً مسؤولاً وقتها؟
- نعم كنت مسؤولاً تنظيمياً ضمن خمسة مسؤولية عن قسم الطلاب، وضمن مسؤولي اللجنة المركزية للاتصال بالمحافظات، كان ذلك عام ١٩٨٩، ففي هذه الفترة اعترض مصطفي مشهور علي تسليمي الأفراد اللي كانوا معي للأستاذ عمر التلمساني، ووقتها لم أعرف أن هناك تنظيمين للإخوان،
رغم أنني مجند للإخوان أصلاً عن طريق الحاج مصطفي مشهور علي أساس أنه وكيل عن الأستاذ عمر التلمساني. لكنه هرب مع عدد كبير منهم محمود عزت وخيرت الشاطر قبل وبعد مقتل السادات مباشرة.
* ولماذا هربت هذه القيادات؟
- لا أعرف كيف هربوا ولكن ما يمكن قوله إنه كان هروباً مشيناً، لأنه لا ينبغي للقيادات أن تهرب بهذا الشكل، المفروض القيادة تتواجد في الميدان حتي اللحظة الأخيرة، وعندي معلومات خطيرة في هذا الشأن، كنت أنا أحد أطرافها لا أستطيع الكشف عنها الآن عن واقعة الهروب وغيرها من الوقائع.
* مَن كان قيادتك المباشرة في ذلك الوقت ومَن الذي هرب؟
- القيادة المباشرة لي كانت الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة الحالي ومسؤوله المباشر مصطفي مشهور ومسؤول مشهور المباشر عمر التلمساني، بالطبع هرب مصطفي مشهور ومحمود عزت، وعمر التلمساني كان في السجن وقتها.
* متي كان هذا الهروب لقيادات الجماعة؟
- هذا الهروب كان قبل اعتقالات ٤ سبتمبر، وطبعاً معروف أن السادات قتل في ٦ أكتوبر، وهناك علامات استفهام كبيرة حول علاقة هؤلاء القيادات بوزارة الداخلية وأجهزة الأمن، وربما يكون حد قال ليهم يهربوا، كل هذا كان مطروحاً، رغم أنني لم أقصر في أي تكليف للإخوان، وأنا كنت مسؤولاً في قسم الطلاب ولم يكن هناك قرار واضح،
أن أترك القسم، هم صحيح بيعملوا اجتماعات من ورايا، لكن لم يصدر قرار بفصلي، وانتقلت لقسم المهن وأديت فيه سنة ١٩٩٥، وأنشأت نقابة من الصفر أسمها نقابة المهن العلمية ومسؤول عن إخوان نقابة العلميين، وكنت مسؤول بقسم الاتصال الخارجي مع الأستاذ محمد مهدي عاكف، مرشد الإخوان الحالي، لكي نعلم الناس كيف ينشؤون أقساماً في الجامعات وقمنا بزيارات عديدة إلي دول العالم، وكنت مسؤولاً عن الوافدين المصريين في مدينة نصر كلها، إلي أن تم اعتقالي في ١٩٩٥ المعروفة وقضية النقابات، لماذا لم ترسل رسائلك آنذاك للإصلاح كما تقول للقيادات؟
أرسلت رسالة لمصطفي مشهور ضمن ١٥ رسالة تفصيلية للإصلاح، أرسلتها لمكتب إرشاد الجماعة للأسف تعامل مع هذه الرسائل بقدر كبير من الإهمال، وقد شاركت في وضع رؤية للعمل الإخواني ضمن عشر سنوات مقبلة في هذه الدراسة وأنشأت لجنة في ذلك ولم يجعلوني رئيساً، بعد ما خرجت من السجن، كان بموجبها يمكن أن تكون الإخوان أكثر حيوية مما هي عليه الآن ولكن لم ينفذ منها شيء، وهذا ضد تفكير النظام السري للإخوان، عشان يفضل قابض علي الأمور كلها، حتي لا تخرج قيادات فعلية، لازم تمارس عليه، عملية إضعاف، حتي وإن كان خطيب مسجد ومعاه جمهور، فيقومون بتهميشه تنظيمياً، تفكير الشخص الواحد والقائد الواحد.
* ولكن انقطعت مسؤوليتك التنظيمية بعد ذلك؟
- لم تنقطع مطلقاً وأنا مازلت مسؤولاً في نقابة العلميين حتي الآن، ولكن بقية الأقسام الفنية «السرية الآن» أرفض الاجتماع بهم، لأن الذي علمته أن لجان سرية للإخوان، أو بالتحديد تابعة لهذا النظام الخاص، غير اللجان الإخوانية المعروفة، تقوم بتكليف اللجان الإخوانية المعلنة، وأنا شخصياً تعرضت لذلك، عندما فوجئت بمن يعطني أوامر وتكاليفات قال عنها إنها سرية، فهذه طريقة عمل سيئة، تجاوزها الزمن بكثير لأن الأعضاء انتخبوك علي هذا، لا ينفع قانوناً أو أخلاقياً،
لابد أن يكون عملك لهؤلاء الأعضاء فقط وهذا ما لم يحدث من قبل الإخوان في هذه النقابات، فأنت في أي مؤتمر في نقابة الأطباء تشوف نسبة الأطباء كام، وهذا قمة الفشل، وهو فشل مهني ذريع، والأمن علي الأبواب بيكون عارف، ده إخواني من شرق وده من إخوان الجيزة وغيره، تجربة الإخوان في النقابات هتخرج برضه في كتاب ضمن كتاب قريباً
المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠٠٨ عدد ١٥٠٣ عن خبر بعنوان [ عبدالستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة: «٢ - ٢» الإخوان «ورقة» تستخدمها الدولة.. وعددهم لا يتجاوز ١٠٠ ألف بـ«المتعاطفين معهم» ] حوار أحمد الخطيب - منير أديب ٢٥/٧/٢٠٠٨
يواصل الدكتور عبدالستار المليجي شهادته، كما يقول، للرأي العام من خلال «المصري اليوم» ليكشف أسراراً أكد أنه طالما أبلغها للمرشد العام للتحقيق فيها، لكن دون جدوي.
المليجي يكشف في الجزء الثاني من الحوار عن أن بعض القيادات الإخوانية تستخدم «أسماء مستعارة» للهجوم علي آخرين، منها مثلاً ما كتب باسم زهراء بنت المهندس خيرت الشاطر عندما هاجمته في موقع «إخوان أون لاين»، وقال أرسل الشاطر لابنته يلومها علي الرسالة فقالت له عمو محمود عزت هو الذي كتبها وطلب أن أضع اسمي عليها.
وأضاف «الكذب يملأ الجماعة الكل يكذب ليل نهار» فضلاً عن شن حملة تشويه بـ«التهمة الجاهزة» لأي معارض، وهي أنه «يتبع الأمن».
لم يقف المليجي عند التطرق إلي بعض سمات الجماعة، ولكنه كشف عن معلومات وصفها بالـ«خطيرة»، عن التمويل وطريقة الحصول عليه، وكيف يتم السطو عليها من قبل قيادات الجماعة رغم أنها تعلم أن هذه الأموال في حقيقتها «صدقات».
.. الحوار مليء بالمعلومات التي قد يكشف عنها لأول مرة من قيادي يعمل في التنظيم علي غير العادة.. فإلي نصه:
* بداية أنت مهمش الآن داخل الجماعة، ومنذ فترة يقول «الإخوان» إنك بعيد عن المواقع التنظيمية فما ردك؟
- أنا لم يهمشني أحد أنا معي شهادة من قبل الأجهزة الأمنية في محكمة عسكرية بأنني أدير جماعة الإخوان علي خلاف القانون فكيف يهمشني الآخرون من داخل الجماعة ويصفونني مثلا بأنني لست إخوانياً.
* ولكن المرشد عاكف قال إنه لا يعرف أحداً اسمه السيد عبدالستار المليجي؟
- هذا غير صحيح لأنه قال «كلام حلو» في حقي وقال إنه اشتغل معي وقال إنني كفء، عندما عملت معه في قسم الطلاب، وأنا أشكره علي هذا، وقال أيضاً إن موقفي في المحاكمات العسكرية أغضب الإخوان، رغم أن رسالتي محورها «أموال الإخوان من أين وإلي أين»، وكنت قد أرسلتها قديما من قبل المحاكمات العسكرية، وضبطتها مباحث أمن الدولة في منزل أحد قيادات الإخوان أثناء احتفاظه بها في منزله، وتم نشرها في الأهرام.
* ولكن الزهراء خيرت الشاطر انتقدتك علي الموقع الرسمي للجماعة بسبب هذه الرسالة؟
- للأسف الزهراء لم تنتقدني كما يظن البعض، ولكن الذي قام بتوجيه هذه الانتقادات هو الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة، لأن خيرت الشاطر أرسل يلوم ابنته علي هذه المقالة، فقالت له أنا لم أكتب هذه المقالة ومحمود عزت هو من كتبها، وطلب أن أضع اسمي عليها.
* البعض كان يشير بشكل خفي إلي أنك تتعامل مع الأجهزة الأمنية؟
- هذا كلام غريب ولم يحدث بالطبع وهو اتهام جاهز لكل من يختلف مع أحد من القيادات في الإخوان، بل عندما تتأمل تجد أن التنظيم الخاص كان أكثر نقاط الاختراق للجماعة، مثلاً الحاج مصطفي مشهور حمل كل أوراق الإخوان ومشي في شارع كان لا يجب أن يسير فيه، وبالتالي عرف كل شيء عن الإخوان بسبب هذا الخطأ، وفي سلسبيل كان نفس الأمر، حيث تتبعتهم مباحث أمن الدولة من خلالهم وهم يجمعون المعلومات، ثم قبضت عليهم، وكانت بمثابة الكنز لهذه الأجهزة، وهم دائماً فشلة،
وعندما دبروا لاغتيال جمال عبدالناصر فشلوا، ولما «العيال» الصغيرة بتوع الجماعة الإسلامية حاولوا اغتيال السادات نجحوا، لأنه كان هناك فرق في الأداء، حتي الأداء الإجرامي هم ليسوا «شاطرين» فيه، ولا حتي الأداء التنظيمي، ولا لديهم كفاءات كبيرة، فهو ادعاد أكثر منه حقيقة، والشيء الذي يستخدمونه لتجنيد أفراد جديدة هو تشويه سمعة الآخرين، كما أن الكذب لديهم مباح، لأنه بيقولك في سبيل الله، وهم يقولون ذلك في حق، فكثيرا ما أسمع سباباً من هذه القيادات، وبعضهم كان يكتب عنا تقارير في السجن ويرسلها للقيادات، ولما خرجت من السجن وجدت كل الوجوه مكشرة لي بسبب هذه التقارير الكاذبة.
* قلت إن الدكتور محمد حبيب «مجرد ديكور».. ورغم كونه نائب المرشد.. فإن الآخرين هم الذين يقودون.. ماذا تعني بذلك؟
- نعم، هذا صحيح، لأن حبيب رجل محترم، ولكن ليست لديه عزوة إخوانية.
* ولكن حبيب كان مسؤول المكتب الإداري في أسيوط بالصعيد؟
- محمود حسين أزاح محمد حبيب، لأن الأخير دمياطي والأول أسيوطي، مع أن المعروف أن حسين لم يعش في أسيوط وهو من مواليد فلسطين، لأن والده الأسيوطي هاجر إلي فلسطين في العشرينيات، وأنجب أولاده جميعاً هناك، ولم يعد حسين إلي أسيوط إلا بعد حصوله علي الثانوية العامة من غزة، وفي هذا الوقت كان حبيب يقود عملاً إسلامياً ملموساً في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط وعندما اشتكي حبيب للتملساني من منافسه حسين في أسيوط طيب التلمساني خاطره، وقال له تعالي اشتغل معانا في مكتب الإرشاد.
* البعض يذكر أنك تعرضت لمضايقات داخل السجن بسبب خلافاتك الدائمة مع قيادات الجماعة داخل السجن؟
- الخلافات الدائمة كانت بين محمد السروي ومحمود عزت، وهما من كانا يكتبان تقارير دائماً في الإخوان من داخل السجن.
* وما أبرز انتقاداتك التي وجهتها حول أموال الإخوان؟
- أنا بالفعل انتقدت أموال الإخوان في رسالة «أموال الإخوان من أين وإلي أين» والتي أرسلتها لمكتب الإرشاد وطالبت بأن نعرف منافذ صرف هذه الأموال.
* ومن أين تأتي هذه الأموال؟
- هي مجرد تبرعات تأتي من الداخل والخارج، والتنظيم السري يقول لن نعلن عنها من أجل الحصار الأمني، وأنا أطالبه بأن يعلن ميزانية ويشارك فيها مجلس شوري الإخوان بالقبول أو الرفض، لنعرف أين تصرف، فالمفروض مجلس شوري الإخوان يكون من صلاحياته أن يعطي ضوءا أخضر لإنفاق هذه الأموال، لأن هناك أناساً فقراء جدا في الإخوان، وأصبحوا فجأة أغنياء، وليس لديهم قدرات، واتضح أنهم بيحصلوا علي فلوس التبرعات ليعملوا بيها استثمارات، وفور وفاة الشخص، الفلوس بتضيع علي الإخوان، لأن أولاده بيورثوها والقيادات الأمنية قامت بالقبض علي الكثير من الإخوان، وأخذت فلوس الكثير، مثلما قبضت علي أحد الإخوان وأخدت من خزانته ٢٧٠ ألف دولار و٢٠٠ ألف جنيه عند آخر ولذلك أنا أتساءل كيف تدار الحركة المالية داخل الجماعة، وكيف يتم التعامل مع التبرعات التي تأتي للإخوان، خاصة أن هناك متدينين يتبرعون للصدقة وليست كل هذه التبرعات من أموال الإخوان، فالمتعاطفون الذين يتبرعون كثيرون، فبالتالي من حق الناس معرفة أوجه إنفاق هذه الأموال وفقراء الإخوان لا أحد يسأل عنهم،
والتنظيم السري بياخد الأموال، الدكتور محمد سعد الكتاتني، مسؤول الكتلة البرلمانية للإخوان أنشأوا له مركزاً علمياً في المنيل فور وصوله من الخارج وتم إنشاء شركة كمبيوتر له، لأنه «متظبط» من الخارج ضمن مجموعة التنظيم السري، بينما المسؤول عن المحافظة كلها الشخص الكبير الدكتور علي عمران فقير ولا يجد أي مساندة، فهذه الأموال تستخدم للإفساد التنظيمي داخل الإخوان، وكل هذا حرام شرعاً.
* معني هذا أن هناك لغزاً كبيراً في الأموال حتي داخل التنظيم نفسه.. فضلاً عن سؤال الرأي العام الدائم عن حجم هذه الأموال ومصدرها؟
- الإخوان تستطيع أن تطلق عليهم ظاهرة «أندر كنترول»، أي تحت الضبط الحكومي، فالإخوان ليسوا فاعلا، ولكنهم مفعول به والدولة تستخدمهم كورقة، فالإخوان ورقة سياسية تستخدمها الدولة في الوقت المناسب وتحرقها في الوقت المناسب، ولذلك يرفضون التقدم بإنشاء جمعية كي لا تحدد مصارف الأموال، وهذه طبيعة النظام الخاص، لا يريد أي رقابة تمنح وتمنع، والنائب الأول للمرشد محمد حبيب يؤكد أنه أشرف علي انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، وهذه طبيعة السرية داخل هذا التنظيم،
مع العلم بأن الإخوان ليسوا علي دراية بهذه الانتخابات تماما ولا توجد أصلاً كشوف ناخبين ولا أحد يترشح، ولا توجد أي آلية ولا حد يعرف مواعيد الانتخابات، وفي انتخابات مجلس الشوري في ١٩٩٥، كان قد نجح ٥٠ عضو مجلس شوري وفجأة تمت إضافة ٣٠ آخرين ولما سألنا عن هؤلاء الثلاثين قالوا لنا إن هؤلاء كانوا أعضاء بمكتب الإرشاد، وبالتالي من حقهم المشاركة في التصويت والاجتماع مع مجلس شوري الجماعة.
* ولماذا لم تظهر انتقاداتك هذه في وقتها؟
- لأنني شاري الإخوان لحد وقت متأخر، وأحاول أن أصلح من الداخل، ومش لازم كل حاجة أعلنها، ويهمني جموع الإخوان التي لا تعرف، لأنها هي التي تحمي الإخوان وتتبرع لها.
* ولكنك مازالت تنتمي للإخوان؟
- نعم، وسأبقي حتي لو عملت جمعية جديدة اسمها الإخوان المسلمين.
* ما فكرة الجمعية التي ترغب في الإعلان عنها بديلا لوجود تنظيم الإخوان؟
- الفكرة أن وجود التنظيم بشكله الآن غير شرعي وغير قانوني، ويستحيل بعد هذه السن والوضعية الاجتماعية أن أتعامل علي خلاف القانون، فكيف أطالب بدولة مدنية وبعد ذلك أتعامل علي خلاف القانون، لابد من اكتساب القانونية، ومن هنا كانت فكرة إنشاء الجمعية حتي يكون هناك وجود شرعي.
* وهل تعتقد أن الدولة ستوافق علي ذلك؟
- ليس بالضرورة أن توافق الدولة، ولكن عليك أن تتقدم، وفي حال رفضها توضح عوار الدولة، ولا تقول أنا لو قدمت الدولة هترفض، لو أردت أن تمارس السياسة فطريقك الحزب السياسي ولا تقول إن اللجنة الموجودة أنا مش راضي عنها، لأن ذلك ليس من سلطتك، ولكن من سلطة مجلس الشعب، ولابد أن تقدم علي حزب، وكيل مؤسسين وألف عضو معاه وبرنامج من خمس ورقات، وتقدم للجنة التي تقول رأيها،
وأذكر أنني اختار الاسم اللي عاوزه، وطالما أنت الذي لم تتقدم لإنشاء حزب إذن أنت المخطئ ، وأذكر أنني قدمت قبل ذلك لحزب سياسي، وعملت مشكلة مع حزب الوسط وتراجعت عن إنشاء الحزب ولذلك كان البديل هو الجمعية الخيرية، وسوف أتقدم بها خلال هذا العام، وهذه الفكرة تروق للكثيرين من الإخوان، وإن كان الإخوان غير معتمدين علي هذا الشكل من ٣٥ سنة، حيث لا توجد عقلية سياسية لدي الإخوان، فهم يظنون أنهم يحملون راية الإسلام بمفردهم.
* وأين محمد مهدي عاكف من كل هذا؟
- ليس بيده إدارة الأمور في الجماعة فمحمود عزت، أمين عام الجماعة، وصبري عرفة ومحمود غزلان، هم العناصر بارزة العداء لما هو مألوف في الإخوان، وهي التي تقود.
* ولماذا أنت تصر علي العمل مع الإخوان رغم استبعاد الجماعة لك من العمل العام؟
- أنا لجأت للعمل من خلال الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية، لأنني قلت للإخوان أنتم لا تعملون شيئاً، وكنا علي عهد بأنهم يعاونون كفاية ويدعمون وقفاتها الاحتجاجية، علي سبيل المثال، لكنهم استصغروا حجمها واستقلوا بها حتي حدثت المحاكمات العسكرية فقالوا إن كفاية لا تقف معهم، فكيف تطلب منهم ذلك وأنتم أول من تخلي عنهم، ورغم ذلك كتبت حركة كفاية أكثر من بيان تندد فيه بالمحاكمات العسكرية تفضلا منها، وكان من حقها أن تسكت، والغريب أن الإخوان قاموا بتشكيل جبهة أخري مثل كفاية سموها الجبهة الوطنية «المهلبية» وفشلت فشلا ذريعا.
* ولماذا لم يشاركوا مع كفاية ولم يدعموها؟
- كانت حجة الإخوان أن هذا التشكيل سيسحب بساط الحركة المصرية من تحت أقدام الإخوان وأنت تنظيم كلاسيكي راكد لا تنسحب، أصرف من عندك شوية ناس عشان يساندوا الحركة، وكان الإخوان يقولون عن كفاية إنهم شوية عيال ولا توجد أحزاب ومفيش حد في مصر غيرنا، وهذا وضع صغير وغير عادل.
* وكم عدد الإخوان في تقديرك وأنت أحد قيادات هذا التنظيم؟
- علي غير ما يتوقع الناس فالإخوان لا يتجاوز عددهم الـ ١٠٠ ألف بالمحبين والمتعاطفين وجيران المحبين والمتعاطفين والإخوان العاملون لا يتجاوز عددهم ٥ آلاف إخواني منهم ٨٥ أعضاء في مجلس الشوري، وهناك أكثر من عشر محافظات لا يوجد بها إخوان أصلاً، والجماعة تروج أن عددها كبير، وهذا غير حقيقي، وعندما تكون هناك مظاهرة في ميدان التحرير يأتي لها من أربع محافظات فيظهر أن عددهم كبير وهو ما تفعله الجماعة.
* ألا تري أن كلامك هذا ينهي علاقتك بالإخوان كتنظيم؟
- هذا غير صحيح، لأنني مع الإخوان كقواعد وأدافع عنهم واستخلص حقوقهم من اللي أخذوها وضد التنظيم الخاص السري الذي نحا بالجماعة هذا المنحي وأدخلها هذه المتاهات، وهو تنظيم محظور وأموال مأخوذة وقيادات في السجن، وهذه نهاية لا يمكن أن نتصورها.
* عودة للمقالة التي وضع محمود عزت اسم الزهراء خيرت الشاطر عليها وكانت تحمل انتقادات لك، هل الإخوان يلجأون لمثل هذه الوسيلة من التعامل؟
- نعم يلجأون لهذه الوسيلة وليت الأمر يقتصر علي المقالات، بل يتطور إلي كتب يضعون عليها أسماء غيرهم، مثل كل كتب التربية الموجودة الآن، ومثل كتب التربية المكتوب علي بعضها سعيد جمعة رغم أن مفيش حد اسمه سعيد جمعة في الأساس، وهذه كلها أساليب رخيصة.
* وما رأيك في برنامج حزب الإخوان؟
- أولاً هذا البرنامج كان لابد أن يعرض علي مجلس شوري الجماعة، حيث يعتبر الجهة المعنية بالنظر في مثل هذه القضايا وليست المكاتب الإدارية، لأنه عارف مجلس الشوري ده لو اجتمع لن يوافق علي ما يطرح، فبالتالي هو بيتعامل بسياسة «اللي تغلبه العب به»، فبالتالي يتخطي اللائحة ويغير فيها ما يريد وتفاجئ وأنت تجري عملية انتخابية أنها تمت علي غير ما تريد، وغندما تقول ليه كده، يقول أصل اللائحة تغيرت، ومن اللي غيرها يقولك الإخوان، كلمة مبهمة.
* كيف أجريت انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة؟
- ليس لدي علم بذلك، رغم أنني عضو مجلس شوري، والنظام السري في الجماعة لا يصلح معه أن تكون هناك انتخابات، وهو ليس في حاجة لانتخابات، لأن الإخوان لديهم من الأعراف الكثير، ولكن الأعراف تلفظ العمل السري الخاص، علي طريقة النظام الخاص الذي أربك الجماعة علي مدار التاريخ، ولذلك هو يجد في الوقت الحالي فرصة له أفضل، ويبحث عن مشروعية غير حقيقة.
* وكيف تقيمّ آداء ونتائج جماعة الإخوان المسلمين بعد هذا العمر المديد؟
- الجماعة عندما أنشأها مؤسسها الأول حسن البنا كانت تريد إقامة الخلافة الإسلامية سنة ١٩٢٨، رغم أن الإمام الخميني أنشأ دولته في عشر سنوات فقط، وهذه قدرة علي الإنجاز، وأصبحت إيران أقوي دولة إسلامية علي الإطلاق حربياً وتكنولوجياً واقتصادياً، وتقف أمام أمريكا الآن، ومنظمة صغيرة اسمها حزب الله هزمت إسرائيل، هذه نماذج الحركة الإسلامية علي مختلف ألوانها وأطيافها، مانديلا في جنوب أفريقيا أنجز مشروعه السياسي في أقل من عشر سنوات، ورغم سجنه لسنوات طويلة، استطاع أن ينجز مشروعه بخلاف الإخوان الذين لهم الآن ثمانون عاماً بلا شيء، المحصلة النهائية أننا فشلنا.
* لكن لا تنس الضغوط الأمنية والسياسية؟
- الضغوط الأمنية التي كانت تمارس علي الخميني أضعاف ما كانت تمارس علينا، ورغم ذلك نجح نجاحاً كبيراً، وما يمارس علي حزب الله أضعاف ما يمارس ضدنا، وأنا نظرتي للداخل جديدة الآن، لأنني مؤمن بأن الوضع القائم كان السبب، ومن أهم سلبيات التنظيم الخاص، أن الإخوان غُيبوا عن المشاركة في جميع المشروعات القومية الوطنية، منذ اغتيال الشهيد حسن البنا قامت الثورة ولم نشترك في مشروعها القومي، وأصبحنا أعداءها.
* ولكن الإخوان اختلفوا مع الثورة وبالتالي من الطبيعي ألا يشاركوا في مشروعها القومي..؟
- الحروب الضخمة التي خاضتها مصر كلها لم يشارك فيها الإخوان بدءاً من (٥٦ و٦٧ و٧٣ لم يشارك فيها الإخوان، ولم تكن هناك مشاركة في أي مشروع قومي، والمثال عندك ٥٠٠ طالب الآن حصلوا علي قرارات فصل من طلبة الإخوان، وكل ده لأن النظام الخاص يفرض عليك أن تضع إستيكر مكتوباً عليه الإخوان المسلمين، وهذا يعني أنك تخلق عداءً بين الطالب والجامعة، وبعد كده يروح الطلاب يعملوا قضايا ضد أساتذتهم، طب فين «كاد المعلم أن يكون رسولاً»، وهل الحق السياسي في الاتحاد يساوي هذه الإشكالية الضخمة؟!
في النهاية نحن لم نشارك في المشروعات القومية ولم نحقق مشروعنا نتيجة لالتزمنا بتفكير التنظيم الخاص بهذه الطريقة والإدارة، والخلاصة نحن نمر الآن بالنكبة الرابعة، فهذا التنظيم يسعي لإشاعة الفرقة بين صف الإخوان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعلقك يزيدنا ابداع