قبر ابن خلدون من القبور المشهورة في التاريخ، وكان معروفا حتى الستينات من
القرن العشرين، كما حدثني صديقنا الشاعر محمد المزروعي نقلا عن الأستاذ
عبد العزيز جمال الدين (محقق تاريخ الجبرتي) الذي عاين القبر قبل أن تتكسر
شاهدته وتضيع معالمه. وقد حدد السخاوي مكان القبر في ترجمته لابن خلدون في
(الضوء اللامع) -المنشور على الوراق- قال (ومات فجأة في يوم الأربعاء لأربع
بقين من رمضان سنة (808هـ) عن ست وسبعين سنة ودون شهر ودفن بمقابر الصوفية
خارج باب النصر عفا الله عنه) وهذه التربة أيضا من مشاهير الترب الإسلامية
في القاهرة، وقد اقتطعت أرضها من حوش خانقاه سعيد السعداء، وموضعها شرقي
مشهد السيدة زينب، كما ذكر علي مبارك في خططه، ونقل ذلك عنه أحمد تيمور
باشا في (التذكرة التيمورية) تحت عنوان (تربة الصوفية خارج باب النصر)
وسمَّي مشاهير المدفونين في هذه التربة، وهم: ابن هشام النحوي صاحب (مغني
اللبيب) المنشور على الوراق، وأبو حيان النحوي الأندلسي صاحب المؤلفات
الممتعة في النحو، والتفسير المسمى: (البحر المحيط) وابن الملقن صاحب
(طبقات الأولياء) المنشور على الوراق. وابن عربشاه صاحب (عجائب المقدور)
المنشور على الوراق، والأبشيهي صاحب (المستطرف من كل فن مستظرف) المنشور
على الوراق، والدميري صاحب (حياة الحيوان) المنشور على الوراق، والبلقيني
مع جماعة من أحفاده، وأحمد بن عباد القنائي الشهير بالخواص (ت 858هـ) صاحب
كتاب (الكافي في العروض والقوافي) ومحمد صائم الدهر الذي ذكرناه في نوادر
النصوص في بطاقة بعنوان (جناية الغزالي على الآثار والفنون)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعلقك يزيدنا ابداع