يحتاج القادة في اقتصاد اليوم المتقلب إلى أن يصبحوا أكثر مرونة في
التعامل مع الطلبات الكثيرة لوظائفهم والطبيعة دائمة التغيير في عالم
الأعمال.
المبادئ السبعة التالية ستساعدك على تطوير وتعزيز مهاراتك التفاوضية، كي تكون أكثر استعداداً للتعامل مع أي أزمة أو تحدٍّ يواجهك.
1- وضح اتجاهك
الاتجاه هو المكان الذي تود أن تصل إليه، سواء على الصعيد الشخصي أو
المهني. وهو يوفر الهدف والطاقة والأمل، إضافة إلى معيار لاتخاذ القرارات.
يوفر الاتجاه الواضح، شخصياً ومنظماتياً، الطاقة اللازمة للتغلب على
العقبات المشاكل. إن ضغوط العمل والحياة تؤدي للأسف إلى انحراف الكثيرين عن
الاتجاه الذي رسموه لأنفسهم.
كي توضح اتجاهك تخيل كيف تريد أن تكون حياتك وعملك بعد خمس إلى عشر سنوات
من الآن؟ ما الذي تفعله؟ ومن يتواجد حولك؟ أين أنت؟ ما الذي تفخر به؟ ثم قم
بنفس العمل لشركتك.
2- تغلب على ضعفك
أحد أكبر تحديات القيادة: على الرغم من أن القائد يريد أن ينظر إليه
الآخرون أنه قائد متميز يملك إجابة عن كل شيء، لكن الحقيقة: أن القادة لا
يعرفون كل شيء. لكنهم متعودون على العثور على الإجابات والحلول ثم مواصلة
التقدم.
يتطلب العثور على الإجابات والتغلب على الضعف شجاعة كبيرة. من الطرق
الجيدة لدفع نفسك في هذا المجال أن تسجل في مشاريع تجبرك على التوسع وعلى
تعلم مهارات جديدة. اطلب من أعضاء فريق المشروع الآخرين أن يحاسبوك على
نتائجك. استخدم هذه التجربة لإجبار نفسك على النمو والتطور.
يصح استخدام نفس المبدأ للمنظمة نفسها. ابحث عن طرق لتوسع المنظمة. هل
هناك مخاطر يحتاج العمل إلى تحملها؟ هل باستطاعتك تطوير خدمة أو سلعة
تقدمها حالياً؟ هل هناك قضايا تطويرية تحاول تجنبها؟ دع اتجاهك يطور
إمكانياتك.
3- أعد النظر بقيمك
من ستكون لو فقدت منصبك ومكتبك وسيارتك؟ يشعر بعض الناس بالفراغ عندما
تزول الإكسسوارات الخارجية. لقد انغمسوا في العمل لمدة طويلة لدرجة أنهم
نسوا ما يؤمنون به! وما هو المهم حقيقةً بالنسبة لهم في الحياة.
تلعب القيم، التي يمكن أن تشمل أموراً مثل الأمانة والاستقرار المالي،
والعائلة والعمل العام، والأعمال ذات المعاني الخيرة، والإبداع والتطوير
الذاتي، دوراً رئيسياً في تحديد هويتك وشخصيتك. عليك أن تبقي قيمك واضحة
ومحددة، كي تبقى صادقاً وأميناً مع نفسك عندما تواجه مواقف تتطلب قرارات
صعبة. كما أن عليك أن تنظر في كيفية دعم سلوكك لقيمك. فهناك فرق بين أن
تقول إنك تقدر الصدق، وبين أن تأخذ موقفاً أثناء عملية اتخاذ قرار يفيدك
فلا تصدق فيه. عندما تتفق مبادئك مع أفعالك فقط، يصبح بإمكان المنظمة أن
تنمو، وتحقق نتائج هامة وملموسة.
4- كوّن عقلية تحب التعلم
كيف تتعامل مع المشاكل والمصاعب؟ هل تنظر إليهم كأعباء ومضايقات؟ أم كفرص؟
تكمن أهمية هذا السؤال: في أن نظرتك إلى التحديات تلعب دوراً كبيراً في
نجاحك المستقبلي.
قياديو (لا يا ربي) ينظرون إلى كل شيء كهجوم عليهم. لذا فهم يقضون وقتهم
في حماية أنفسهم ولوم الآخرين. أما قياديو (حسناً، لا بأس) فهم يتعاملون مع
التحدي بجدية ويقومون بما يلزم، لكنهم يغفلون عن الفوائد بعيدة المدى
للتجربة والخبرة المكتسبة. في حين أن قياديو (يا للروعة، ممتاز) يواجهون
المشكلة باهتمام ورغبة في التعلم بدلاً من إطلاق الأحكام ولوم الآخرين.
إنهم يطرحون أسئلة حول (لماذا؟ وكيف؟) كي يستغلوا الحدث كفرصة لتطوير
أنفسهم. مثل هؤلاء القادة يسألون أنفسهم دائماً "ما الذي يمكن أن أستفيده؟
أو أتعلمه من هذه التجربة؟" اسعَ لأن تكون من هذا النوع من القياديين.
5- حافظ على العلاقات وطورها
يدرك كل قائد التكاليف العالية لفقدان الاتصال والتواصل مع زبائنه. لكنهم
قد يتجاهلون بعض العلاقات الرئيسية في حياتهم الشخصية. خصص وقتاً للأسرة
والأصدقاء. ثم اخطُ خطوة أخرى للأمام في مهارات بناء العلاقات عبر تشجيع
موظفيك على أن يحذوا حذوك. شجع فريقك على أن يحافظ على العلاقات مع الزبائن
والممولين والشركاء. كن موجوداً عندما يحتاجك أعضاء الفريق لإظهار أنك
تقدر العلاقات، وأنك موجود ومستعد لمساعدتهم.
6- زد معرفتك
ومهاراتك
ا
من المهم جداً أن تطور مهاراتك في التواصل، وفي حل المشاكل، وفي التكيف مع
الظروف الطارئة والمستجدة. تشمل الفرص التدريبية المفيدة كيف تقود
التغيير، وكيف تفوض المهام وتقوي الموظفين، وكيف تتواصل بفعالية. إضافة إلى
ذلك خذ بعين الاعتبار استكشافَ مجال اهتمام لك مثل الشعر أو الفن.
شجع التعلم المستمر في مكان العمل. سوف يحتاج الجميع إلى معرفة كيفية
تغيير وتطوير مهارات جديدة مع كل إضافة، أو إلغاء لطبقات، أو أقسام إدارية
وتشغيلية في المنظمة. بعض مجالات التعليم لا تتطلب سوى إعطاء أعضاء الفريق
الوقت للعمل معاً. فيما تتطلب بعض المواضيع الأوسع الاستثمار في التدريب
لقسم معين أو لكل المنظمة.
7- خذ زمام المبادرة:
تتطلب المبادرة باتخاذ القرارات، والتحرك للأمام - رغم الشكوك - شجاعةً
كبيرة. وضح وحدد أية قضايا قد تكون تتجاهلها، ثم واجهها وبادر بالعمل على
تجاوزها. إذا ارتكبت خطأً تعلم منه، وواصل العمل والتقدم. متى ما بدأت في
الخطوة الأولى فإنك تبدأ دورة تعلم لنفسك ولمنظمتك، فتستمر مع تطورك أنت
ومنظمتك.
إن المنظمات لا تتغير حتى يتغير قادتها. ولا تستطيع أن تصبح قائداً أفضل
إذا كنت لا ترغب في مواجهة عيوبك ومخاوفك ونقاط ضعفك. وعندما تطبق هذه
المبادئ السبعة للمرونة القيادية على نفسك وعلى منظمتك، فإنك تحول التحديات
الحالية إلى لبنات في بناء النجاح المستمر والمتواصل لنفسك ولمنظمتك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعلقك يزيدنا ابداع