بين الوطن والجماعة

في الإخوان المسلمين عشرة اشخاص لا أكثر يتحملون امام الله والتاريخ مسئولية ما حدث للتيار الإسلامي ليس في مصر ولكن علي مستوي العالم, سوف يذكرهم التاريخ أسما أسما لأنهم بعد ثمانين عاما من تاريخ الجماعة حملوا مسئولية الفشل والسقوط.. إن هؤلاء الذين راهنوا دائما علي الحشود وجمع الفقراء والبسطاء وتحريضهم علي الشهادة ارتكبوا أكثر من جريمة في حق الإسلام حين حرضوا البسطاء علي الشهادة لأن الشهادة لا يمكن ان تكون علي جثث ابناء الوطن الواحد ولن تكون ايضا بتخريب مؤسسات الدولة وتدمير مرافقها.. لقد أجرموا في حق الوطن فقد كانت السلطة بين ايديهم وفشلوا في إدارة شئون الدولة وكانوا اول من رفض الحوار بعد ان جلسوا علي الكراسي.. وكانوا اول من سلك طريق الإقصاء حين استبعدوا كل صوت معارض وكل رأي مخالف رغم انهم عانوا كثيرا من الإقصاء والاضطهاد ولكنهم لم يستوعبوا دروس الماضي.
اما الخطيئة الكبري التي ارتكبتها قيادات الإخوان في حق الجماعة, فهم هؤلاء الشباب الواعد الذي كان ينبغي ان يتصدر المشهد منذ زمان بعيد..
إن هذه الحشود الشبابية التي اعتنقت فكر الإخوان واتخذته منهجا وطريقا تشعر الآن بمرارة شديدة بعد هذه التجربة القاسية ما بين المليونيات والحشود والاعتصامات وكراسي السلطة التي لم تحافظ عليها الجماعة رغم انها جاءت بعد رحلة نضال طويلة استغرقت اكثر من جيل..إن هؤلاء الذين يتصدرون مشهد الإخوان المسلمين هم انفسهم اسباب الكارثة وحين يجئ وقت الحساب سوف يخرج علينا من يقول إن عشرة قيادات تتحمل اسباب ونتائج هذه الكارثة والتاريخ لا يرحم.
إن الأزمة الحقيقية في هؤلاء انهم لم يفهموا الدين علي حقيقته ولم يدركوا المعني الحقيقي للانتماء للوطن ولم يتعلموا ان اول دروس الديمقراطية ان نتفق علي ان نختلف وان الجماعة لا يمكن ان تصبح وطنا واننا مهما تكن قدرتنا لا نستطيع ان نختصر الوطن في جماعة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعلقك يزيدنا ابداع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting