بعد زيارة "آشتون".. مقر احتجاز مرسى يتحول لمزار للدبلوماسية الغربية.. ووفد حكماء أفريقيا يطالبون المعزول بوقف العنف لبدء إجراء حوار فورى.. وعضوان بالكونجرس فى الطريق للقاهرة

يتكثف الاهتمام الدبلوماسى الدولى، الغربى خصوصًا، بالوضع فى مصر ويستعد عدد من المسئولين الغربيين للتوجه إلى القاهرة فى مسعى لتحقيق الأهداف، التى فشلت فى تحقيقها وزير خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون بين سلطات "ثورة 30 يونيو" والإسلاميين الذين أطيح بهم من السلطة.

وأكد ألفا عمر كونارى، رئيس وفد لجنة الحكماء الأفريقية، أنه قام خلال زيارته الحالية بالقاهرة بلقاء جميع الأطراف المصرية فى محاولة للوقوف على أسباب الأزمة الراهنة، ولتقديم تقرير وافٍ للاتحاد الأفريقى عن الأوضاع فى مصر.

ونفى كونارى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى ظهر أمس، الثلاثاء، أن يكون أتى للقاهرة حاملا مبادرة من الاتحاد الأفريقى لحل الأزمة، مضيفا "ليس هناك أفكار جاهزة لفرضها على الفرقاء المصريين ولكننا هنا فقط جئنا للاستماع من المصريين، وسنقدم تقريرا حول تلك اللقاءات".

ووجه كونارى رسالة إلى جميع الأطراف فى مصر مطالبهم بالدخول الفورى فى حوار جاد وفعال، والابتعاد عن العنف، مؤكدًا أن الحوار وحده هو السبيل لحل الأزمة.
ورفض كونارى الكشف عن تفاصيل لقائه بالرئيس المعزول محمد مرسى قائلا "لست مخولا للحديث عن تفاصيل اللقاء والحوارات التى دارت بيننا"، إلا أنه وصف اللقاء بالمثمر والجاد، كما أكد أنه لقى كل التسهيلات الممكنة من المسئولين لتيسير هذا اللقاء.

وشدد رئيس اللجنة على أن وجوده فى مصر هو جزء أصيل من عمل الاتحاد الأفريقى، وليس عقابا لمصر، موضحا أن هذا التصرف يقوم به الاتحاد مع أية دولة تشهد مثل هذه الأحداث، مشددا على أهمية مصر ليس فقط فى المنطقة العربية والاتحاد الأفريقى بل للعالم.
وأشار كونارى إلى أنه التقى الرئيس المؤقت عدلى منصور والفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، ونائب الرئيس الدكتور محمد البرادعى، وأعضاء حركة تمرد، وبعض أطراف من جماعة الإخوان المسلمين والكنيسة القبطية، لافتا إلى أنه سيستكمل اليوم لقاءاته مع شيخ الأزهر الشريف وعمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية والمجلس القومى للمرأة والمجلس المصرى للشئون الخارجية.

وحول ما تردد عن زيارته إلى مقر اعتصام رابعة العدوية، رفض كونارى الإفصاح عن ذلك، ولكنه أكد أنهم منفتحون على الجميع وعلى استعداد للاستماع إلى كل الأطراف، مجددا تأكيده على أن ما يراه مهما فى الفترة الحالية الابتعاد عن العنف، وبدء حوار حقيقى يخرج مصر من أى أزمة.

وأعلن أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى للرئيس المصرى عدلى منصور أن هذا الأخير تلقى اتصالا هاتفياً مساء الثلاثاء، من الأمين العام للأمم المُتحدة بأن كى مون "تناول فيه معالم المرحلة الانتقالية ومسار المصالحة الوطنية، والجدول الزمنى لخارطة الطريق".
وهو أول اتصال من الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس الانتقالى الجديد فى مصر.. من جهة أخرى وبعد زيارة من ثلاثة أيام لأشتون لم تسجل اختراقا، أعلن الأوروبيون استمرار مساعيهم وإرسال مسئول رفيع المستوى لمهمة طويلة الأمد، وأعلنت برلين زيارة لوزير خارجيتها مساء الأربعاء للقاهرة وواشنطن زيارة نائبين بارزين الأسبوع القادم.. ويترجم كل هذا الاهتمام ثقل مصر الكبير إقليميا ودوليا، وأيضا قيمة الرهانات السياسية القائمة فيها حاليا، وحرص القوى الغربية على تسوية الصراع السياسى الدامى أحيانًا بين حليفين واستباق أى انفلات قد يؤدى الى ما لا تحمد عقباه.

وفى هذا السياق يزور اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى مصر الأسبوع المقبل بطلب من الرئيس باراك أوباما لحث النظام على تنظيم انتخابات، وفق ما صرح أحدهم الأربعاء لقناة تليفزيونية أمريكية.
ويتوجه السناتوران جان ماكين وليندسى جراهام، العضوان النافذان فى المعارضة الجمهورية إلى القاهرة بعد زيارة وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون.. وقال ليندسى غراهام لقناة سى بى اس أن "الرئيس طلب من السناتور ماكين ومنى أنا شخصيا الذهاب إلى مصر الأسبوع المقبل وها نحن نستعد للتوجه إلى هناك".
وأوضح غراهام، الذى سينقل هذه الرسالة مع ماكين المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية فى 2008، أن "الربيع العربى واقع حقيقى". وأكد غراهام أنه ينوى مع زميله "التباحث مع الجيش والقادة السياسيين بمن فيهم الإخوان المسلمون".

وأعلن فى برلين أن وزير الخارجية جيدو فسترفيلى سيبدأ مساء الأربعاء زيارة إلى القاهرة بحسب المتحدث باسمه يلتقى خلالها الحكومة والمعارضة وسيطالب خلالها بـ"عودة سريعة" للديمقراطية.

وكانت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، التى استقبلت مرسى نهاية يناير الماضى، طالبت بالإفراج عنه.
وفى بروكسل قال مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، إن آشتون "طلبت من بيرناردينو ليون (الممثل الخاص للاتحاد الأوروبى لمنطقة جنوب المتوسط) العودة إلى مصر لمواصلة العمل مع كافة الإطراف" لإيجاد حل للازمة.
وأضاف، أن جهود الاتحاد الأوروبى تهدف إلى "تسهيل التوصل إلى عملية سياسية شاملة وكاملة" مكررا بذلك ما قالته آشتون الثلاثاء فى القاهرة.

وكان محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية أكد الثلاثاء فى مؤتمر صحفى مع آشتون "أن ما بعد 30 يونيو هو مرحلة جديدة تعتبر تصحيحا لمسار ثورة 25 يناير" 2011" مضيفا أن "مرسى أخفق خلال الفترة الماضية فى إدارة العملية السياسية" ولا دور له فى المرحلة المقبلة مستدركا مع ذلك "إلا أن ذلك لا يعنى إقصاء الإخوان من العملية السياسية فى مصر".

وتحدث البرادعى الثلاثاء عن أن 30 يونيه "تصحيح" لثورة 25 يناير 2011.. وهو يشير إلى تظاهرات ضخمة شهدتها مصر فى ذلك اليوم للمطالبة برحيل مرسى وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعلقك يزيدنا ابداع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting