هل كانت ثورة يناير - من البداية - مؤامرة؟!





هشام الجخ



لم أتخيل يوما - طيلة الأعوام الثلاثة المنصرمة - أن أكتب مقالا بهذا العنوان.
دعونا ننظر للمشهد من زاوية أصحاب وجهة النظر هذه.. مع العلم أن هذه النظرة بدأت تظهر على السطح بشكل ملفت وأصبح لها مريدون ومعتنقون ممن شاركوا بأنفسهم فى ثورة يناير بل وربما كانوا من رموزها أيضا.

وجهة نظر من كفروا بثورة يناير واعتبروها مؤامرة من الغرب تتلخص فى نتائج الثورة المخيبة حتى الآن.. هم يرون أن الثورة لم تفد مصر بأى شىء.. بالعكس لقد أبادت الاحتياطى النقدى ودمرت البنية التحتية وأطاحت بالهيبة المصرية فى المحفل الدولى وقسمت الشعب المصرى إلى طوائف وتحزبات - لأول مرة فى تاريخه - وأضرت الإسلام وشوهت صورته وفتحت الطريق لبناء سد النهضة الإثيوبى فى غفلة من الإدارة المصرية وبناء المستوطنات الإسرائيلية أثناء انشغال العرب بمصر ودبت الفرقة والخصومة بين الشعوب العربية وهددت أمن سيناء وشوهت صورة الفلسطينيين فى عيون أهل مصر وطوت صفحة المفاعل النووى «بالضبعة» بشكل كامل وأوقفت تقدم مصر فى مجال الرياضة وشوهت كل رموز مصر وأبطالها ودفعت المصريين إلى التناحر وهدم بيوتهم ومؤسساتهم بأيديهم وقضت تماما على كل معدلات النمو الاقتصادى فى مصر وصنّفت مصر كدولة راعية للإرهاب وزادت من نسبة الجوع والفقر والبطالة وتمركز الثروة فى يد فئة دون الفئات الأخرى وخلقت حالة من الانفلات الأمنى غير مسبوقة فى مصر منذ سنوات طويلة و.. و.. إلى آخره من نتائج الثورة التى يعانى منها الشعب المصرى.. فلماذا لا تكون الثورة - من البداية - عبارة عن مؤامرة محكمة حاكتها الدول الغربية وإسرائيل ونفذها مجموعة من الناشطين الشباب بحُسن نية؟ ولماذا نستبعد وجود طرف ثالث «حقيقى» يدير اللعبة من بعيد ويمسك بأطراف الخيط ويدعم الفتنة ويسعى لتقسيم مصر تقسيما حقيقيا.

أنا شخصيا لا أستبعد أى شىء، ولكننى سأظل فخورا طيلة عمرى بأننى كنت جزءا من هذه الثورة، وسأظل متفائلا بقوة ومقدرة الشعب المصرى على اجتياز محنته وتصحيح أخطاء ثورته والحفاظ على ما حققته هذه الثورة من حرية وتوظيف هذه الحرية فى خدمة الوطن وفى رفاهية الناس.. أظل فخورا بثورة يناير - حتى لو كانت مؤامرة - وأظل مؤمنا بشخصية مصر وعبقريتها التى لا تظهر إلا فى وقت الشدائد.. وسيثبت الشعب المصرى إن شاء الله عبقريته الخاصة فى اجتياز هذه المرحلة كما نجح فى اجتياز مراحل أشد وطأة من هذه المرحلة.. حمى الله مصر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعلقك يزيدنا ابداع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting