البحث عن السعادة (8).. الخوف من الإفتقار

"كاد الفقر أن يكون كفراً" مقولة تنسب للرسول الكريم (ص) وهي وغيرها الكثير من الروايات الواردة في ذمّ الفقر تدعو الإنسان إلى أن يكد ويعمل ويقتصد ويُدبِّر أُموره، لتزيد موارده وتقل نفقاته، حتى يتجاوز مرحلة الفقر والحاجة، ليغنيه الله، ويكون بذلك عوناً لنفسه ولمجتمعه. قال تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) (المُلك/ 15). وفي الأثر: أنّ النبي (ص) اجتاز ومعه أصحابه برجل، فرأى الصحابة من جدّه ونشاطه ما أعجبهم، فالتفتوا إلى النبي (ص)، فقالوا له: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله. فأجابهم (ص): "إن كان خرج يسعى على ولده فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه فهو في سبيل الله". وورد عنه (ص) أنّه قال: "ملعون ملعون مَن ألقى كلّه على الناس"، ولذا فقد اعتبر العلماء العمل واجباً عينياً على الإنسان لإعالة نفسه ومَن وجبت عليه نفقته، كزوجته وولده ووالديه، إن لم يجدا نفقتهما. هذا أمر، ولكن الخوف والقلق من الفقر والحرص والشره على المال أمر آخر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعلقك يزيدنا ابداع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting