skip to main |
skip to sidebar
1:39 ص
Unknown
ناجح ابراهيم
هناك شبه إجماع على أن الحركة الإسلامية المصرية
وعلى رأسها الإخوان فقدت السلطة والحكم فى مصر وليست هذه نهاية الكون،
ولكنها مجرد جولة من الجولات ومحاولة من المحاولات.. وأمام الحركة
الإسلامية المصرية خياران لا ثالث لهما من وجهة نظرى لاستعادة مكانتها
المفقودة.. الأول خيار مدمر لا أرضاه للحركة الإسلامية المصرية ذات التجربة
والخبرة العريقة، وهى التجربة الجزائرية، وأسميه أحيانا «خيار الدم»، وهو
شبيه بالذى يحدث فى سيناء الآن من قتال بين المسلحين والجيش والشرطة، وأما
الخيار الثانى فهو خيار «أربكان أردوغان» وهو الذى أرشحه للحركة الإسلامية
المصرية واختاره لها، والآن أقدم الخيارين لكل ذى بصر وبصيرة حتى يدرك
الجميع المخاطر المحدقة بالوطن والإسلام والحركة.
أولا: الخيار الجزائرى
«خيار الدم والعنف»، وهذا الخيار اتخذته القوى الإسلامية الجزائرية وعلى
رأسها جبهة الإنقاذ بعد أن قام الجيش الجزائرى بإلغاء نتيجة الانتخابات
البرلمانية التى فازت بها جبهة الإنقاذ عام 1992م.. وبعد أن أطيح بالرئيس
الإصلاحى الشاذلى بن جديد، واستمر هذا الصراع الدموى العنيف بين جبهة
الإنقاذ وحلفائها مع الجيش والشرطة عشر سنوات كاملة سقط فيها 100 ألف قتيل
و180 ألف جريح «تأملوا الأرقام جيدا» معظمهم من الأبرياء المدنيين وحشر
الإسلاميون حشرا إلى السجون وظهرت جماعات التكفير التى استباحت أعراض
المسلمين ودماءهم فى قرى وجبال الجزائر وتمت مذابح عديدة للقرويين بأيديهم
تارة وبأيدى الجيش الجزائرى أخرى ودارت آلة التعذيب الجهنمية فى السجون.
ورفض
الإخوان الجزائريون هذا الخيار ممثلين فى حركة حماس الجزائرية، وأشبه
موقفهم بموقف حزب النور الآن فى مصر واتهمتهم جبهة الإنقاذ هناك بالخيانة
لأنهم قبلوا بالعملية السياسية بعد انقلاب الجيش الجزائرى، وبعد كل الخسائر
الفظيعة التى قاربت 1/4 مليون قتيل وجريح ماذا كانت النتيجة؟.. لا الشرعية
عادت ولا الشريعة طبقت ولا الدماء حقنت، ولكنها أهدرت ولا الأعراض حفظت
ولا الدعوة الإسلامية بقيت ولا الجزائر تطورت، لقد ضاع كل شىء.
ثانيا:
خيار أربكان أردوغان.. اختير الدكتور مهندس أربكان رئيسا لوزراء تركيا بعد
انتخابات حرة نزيهة، ولم يكن له عهد بالسياسة والحكم من قبل.. ولم يكن من
رجالات الدولة التركية السابقين، ولكنه كان أكاديميا من الحركة الإسلامية
التركية الوليدة ولم يتفاعل مع الأحزاب السياسية التركية الأخرى أو يصنع
تحالفا جيدا معهم، عاش فى قضايا غير قضاياه الحياتية.. أراد أن يحكم تركيا
بفكر إسلامى لم يتهيأ له المواطن التركى ولا الأحزاب التركية.. انقلب عليه
الجيش التركى لأسباب كثيرة.. ترك الحكم وكون حزبا آخر فشل فيه أيضا.. سجن
خمس سنوات.. جاء شاب واعد اسمه أردوغان رأى أن طريقة أربكان خاطئة فقام
بمراجعة شاملة لأخطاء أربكان.. لم يعتمد نظرية المؤامرة وأدرك أن المؤامرة
موجودة ولكنها لا تحرك الكون.. لا تصنع نصرا أو هزيمة لأحد.. أدرك أن أى
جماعة أو حزب مهما كانت قوته فى الشارع لا يستطيع ابتلاع الدولة.. أيقن أن
الدولة أبقى من الجماعة والحزب، قاد الدولة بعقلية الدولة وفقهها ولم يقدها
بعقلية وفكر الجماعة أو الحزب.. بدأ بالوصول إلى الإنسان التركى البسيط
فحقق كل طموحاته المعيشية البسيطة.. أدرك أن هذا هو الأهم والأبقى والذى
سيجعله يتربع على عرش القلوب قبل السلطة.. لم يحاول أن يأخذ كل شىء فيفقد
كل شىء.. تحالف مع الجميع.. تعاون مع الجميع.. حل كل المشكلات مع الجميع
فكسب الأصدقاء.. وحول الأعداء والخصوم إلى أصدقاء.. لم يربط نفسه بخطاب
دينى متشدد يطلقه دعاة بعضهم يحمل فكرة التكفير أو يطلق خطاب الاستعلاء
والاستعداء.. هذا هو الطريق الذى أرشحه للحركة الإسلامية المصرية لكى تعود
مجددا إلى سدة السلطة.. وأهم منها إلى عرش القلوب ومحبة كل الناس وكسب
الأصدقاء، ألستم معى فى أن ذلك أفضل وأيسر بكثير من إراقة دماء أبنائنا من
أجل إعادة اللبن المسكوب إلى الكوب مرة أخرى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعلقك يزيدنا ابداع