طرف رابع

كثر الكلام بين الأطراف المتنازعة على السلطة فى مصر عن الطرف الثالث، وإليه يسندون الجرائم التى ترتكب ضد المصريين منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، وعليه دائما الكل يبرر ويقيد الجرائم التى تتعلق بقتل الثوار وقنصهم وسحلهم ضد مجهول، نظام المخلوع مبارك يقسم بالطلاق مش أنا اللى أموت شعبى.. والإخوان يصرخون بأعلى صوت القتل فى الإسلام حرام.. ونحن الإسلام مش ممكن أبدا نعمل كده، ده حتى معظم اللى ماتوا إخوان، يعنى بالعقل كده هنموت نفسنا، طبعا مش إحنا.. أما العسكر فبكل إباء وشموخ طبعا مش أنا هو فيه أسد بياكل ولاده.. لن أشغل بالى بموضوع الطرف الثالث، خاصة أننا لدينا ثلاثة أطراف يتنازعون ويتصارعون على السلطة فى مصر ودواعى الموضوعية تقتضى النظر إليهم بعين الريبة كطرف ثالث لحين ثبوت من هو الطرف الثالث، خاصة أن الثلاثة فى فترة من الفترات استفادوا من آثار جرائم الطرف الثالث فى رفع شعبيتهم، فنظام مبارك كانت جرائم الطرف الثالث فى فترة ما بعد الثورة تصب فى صالح صنع أدلة براءة نظام مبارك، وكلنا لمسنا ذلك فى مهرجان البراءة للجميع؛ كل من قدم للمحاكمة فى موقعة الجمل أخد براءة وفى الطريق براءة مبارك نفسه، والإخوان أنفسهم كانوا أكثر المستفيدين من جرائم الطرف الثالث، فبفضل موقعة الجمل وأحداث مذبحة استاد بورسعيد سرقوا ثورة يناير، وعلى أثر ذلك تصدروا المشهد السياسى وانتزعوا السلطة التشريعية والتنفيذية وتوج ذلك بوصول المعزول لسدة الحكم وبالطبع فالعسكر، الذين يتصدرون المشهد الآن، ونبارك جهودهم فى عودة الأمن لسيناء وكل ربوع مصر، هم أيضاً استفادوا من جرائم الطرف الثالث، وعلى سبيل المثال من ينسى مشهد لعبهم الكرة مع شعب بورسعيد على خلفية حظر التجول عقب أحداث قتلى بورسعيد بعد أحكام مذبحة بورسعيد فى إشارة لإدانة الإخوان كطرف ثالث وقت أن كان مرسى فى الحكم، طبعا هناك احتمال أن يكون الطرف الثالث جهة خارجية تعبث بأمن مصر وتستغل الثلاثة أطراف المتنازعين على السلطة فى مصر من أجل شيطنتهم جميعا فى عيون الشعب المصرى، وبالطبع هذه حجة تدين الثلاثة لأن كلا منهم وصل لسدة الحكم فترة وعجز عن الإيقاع بالطرف الثالث، وبالتالى فإن هذا الاحتمال يصب فى صالح إدانة من يتحجج به، بل يدينه لتقصيره وعجزه عن حماية الأمن القومى، ولكن إلى الجميع وعلى الجميع أن يعلم أن هناك طرفا رابعا فى اللعبة هو الطرف الذى ارتكبت فى حقه كل الموبقات وشتى أصناف الجرائم على مدار عامين كاملين، إنه الشعب المصرى الذى يراهن المتصارعون على السلطة فى مصر على سذاجته وغبائه وإمكانية خداعه واستقطابه بسهولة لمصلحة كل طرف من أطراف الصراع على السلطة، الكل يحاول خداعه مرة باسم عودة الأمن، حجة نظام المخلوع مبارك، وأخرى بدعوى رضا الله، حجة أنصار المعزول مرسى، وعشيرته، ومرة أخرى باسم الوطنية وفداء الوطن بالدم، وهى حجة العسكر.. يا كل هؤلاء إن الشعب المصرى يدرك أن «الثلاثة يشتغلونها» وأن واقع الأمر أنهم حتى الآن الكل يعمل لمصلحة النظام الذى ينتمى إليه ولا أحد يشعر بمعاناة الشعب.. على الجميع أن ينصتوا لصوت مصر، صوت الشعب المعبر الحقيقى عن مصلحة مصر بكل تجرد، احذروا ولا يغرنكم صبر هذا الشعب الذى تتاجرون به وبأحلامه فعقله الجمعى يستوعب كل حيلكم وقد نفد رصيدكم لديه، ورغم كل ذلك الوجع الذى يعانيه الشعب سيستمر فى الحياة وفى النهاية ستكون إرادته هى الغالبة «أليس الصبح بقريب»؟؟؟؟؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعلقك يزيدنا ابداع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting